السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري ٣٨ سنة، متزوج، ولدي أطفال، أعاني من فرط التفكير والقلق المستمر، وأرى الأمور بسلبية، منذ بضعة أشهر حدثت بعض الأمور على مستوى العمل، والأسرة، والمادة؛ مما أدخلني في ضغط شديد، وتفكير مستمر، وقلق، ولكن لم أكن أعاني من أي أعراض جسدية.
وبعد فترة أسبوعين من الضغط المستمر، بدأت تظهر علي أعراض جسدية شديدة: كرفة العين، وأسفل العين، لمدة يومين، ثم تلتها رفات أو وخزات أو حركات لا إرادية على شكل انقباضات بسيطة، ولكن أحس بها في عضلات أنحاء من الجسم، مثل: الرقبة، اليد، الساعد، الظهر، البطن، الأرجل، الأكتاف، الأذرع، وتحدث عدة مرات في الساعة الواحدة، مع أرق شديد.
راجعت دكتور أعصاب، وأجريت فحوصات الدم، وكل النتائج كانت سليمة، ثم أرسلني لعمل الفحص الجيني؛ لمعرفة أسباب هذه الرفرفات، وظهرت النتيجة بأن لدي جينا مسببا للأمراض العصبية الخطيرة، مثل: الضمور العضلي، وقال الطبيب: ربما هذا الجين سبب لي تلك الأعراض، وسيسبب لي هذا المرض القاتل.
ومنذ ذلك الحين وأنا ألاحظ بأن جسمي بدأ بالضعف بشكل عام بالعضلات، والوخزات ازدادت بشكل كبير، وكذلك الأرق ازداد أيضا، وعضلات الأفخاذ أصبحت ضعيفة، مع طقطقة في جميع مفاصل الجسم، ورجفة باليد، ورجفة عامة داخلية.
فهل القلق المستمر يسبب الرفرفة أو وخزات الجسم؟ وهل هي نفسية؟ لأنه ازداد عندما قال لي هذا الكلام!
مع العلم أن تحاليل الدم العامة كلها سليمة.
وشكرا لمساعدتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب.. وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.
قطعا الأعراض التي ذكرتها من فرط في التفكير، والقلق، والرؤية السلبية نحو الأمور، هي أعراض قلقية، وربما يكون لديك أيضا درجة بسيطة جدا من عسر المزاج، لكنها لم تصل إلى مرحلة الاكتئاب، حالتك بعد ذلك تحولت إلى حالة نفسوجسدية، أي بدأت تظهر عندك أعراض جسدية كرفة العين، والحركات اللا إرادية، والوخزات، وهذه قطعا ناتجة من القلق، ولا شك في ذلك.
فأصبحت الحالة نفسوجسدية، وما ذكره لك الأخ الطبيب من موضوع التأثير الجيني -طبعا أنا أحترم رأيه جدا- لكن في ذات الوقت لا أرى أن الأمر يصل إلى أن يكون لديك نفس الجين المرتبط بالتصلب اللويحي، والضمور العضلي، فـيا أخي الكريم خذ الأمور ببساطة أكثر، وأعتقد أن العامل النفسي بعدما قيل لك أدخلك فيما نسميه بالقلق التوقعي، وأصبحت تعيش نوعا من الوساوس والمخاوف، وأنا أرى أن الحالة حالة نفسية بسيطة جدا.
والعلاج يكون من خلال:
التجاهل، وحسن إدارة الوقت، وتجنب السهر، ومن خلال ممارسة الرياضة، وكذلك التمارين الاسترخائية، ولا بأس -يا أخي- أن تتناول أحد مضادات المخاوف البسيطة، مثل: عقار الاستالبرام، الذي يعرف باسم سيبرالكس، فتناوله بجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بـ 5 ملجم، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على 10 ملجم، تتناوله لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعل الجرعة 10 ملجم يوميا لمدة شهرين، ثم 5 ملجم يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 ملجم يوما بعد يوم لمدة 10 أيام، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
وإذا لم تتوقف هذه الحركات من خلال تناول الاستالبرام، فيمكنك أن تضيف إليه عقار سلبرايد -الذي يعرف باسم دوجماتيل- بجرعة 50 مليجراما صباحا لمدة شهر، وكلى الدواءين من الأدوية البسيطة والسليمة، وأرجو -يا أخي الكريم- أن تتابع أيضا مع طبيب نفسي؛ فإن ذلك سيكون مفيدا لك، ويبعث فيك الطمأنينة أكثر، وإذا لم تستطع الذهاب إلى الطبيب النفسي لسبب أو لآخر، فما ذكرته لك كاف، والحالة نفسوجسدية وليس أكثر من ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.