السؤال
السلام عليكم
سيدي الفاضل: أنا أم لأربعة أولاد، أجريت عملية قيصرية منذ 9 أيام، علما أني مررت بأيام مرض، ونوبات هلع قبل الولادة، لكني تحسنت بعض الشيء -الحمد لله-، لكن بعد الولادة أحس باكتئاب، وتعب عام، وخوف في بعض الأحيان، أنا أحس أني عاجزة في أحيان، وأحيان أخرى أفضل، مع فقدان للشهية، وتذبذب في النوم، فهل هذه مجرد كآبة نفسية أم اكتئاب؟
سؤالي سيدي: هل أستطيع أخذ دواء سولبيريد؟ علما أني أخذته من قبل، لكن لم أكمل العلاج؛ لخوفي على الجنين، فهل أستطيع أخذ سولبيريد عندما أحس بالضيق؟
أرجو أن تساعدني وتنصحني من فضلك!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هذه الأعراض تحدث في فترة ما بعد الولادة أحيانا في الظروف الطبيعية؛ وذلك لاختلال تغير الهرمونات في جسم المرأة بعد الولادة، ولكن عادة تنضبط الهرمونات وتتعدل الحالة النفسية خلال فترة قصيرة لا تتعدى الأسبوعين.
أما إذا استمرت الأعراض وزادت حدتها في فترة أطول من أسبوعين؛ فإنه لا بد من مراجعة الطبيب وتشخيص الحالة، وهناك الكثير من الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تحدث في فترة ما بعد الولادة، وأكثرها ما يسمى (اكتئاب ما بعد الولادة).
ذكرت أنك كنت تعانين من بعض الأعراض قبل الولادة، وهذا أيضا إذا كان لديك أعراض اكتئاب ما قبل الولادة، فبعد الولادة تكون فرصة حدوث اكتئاب ما بعد الولادة أكثر، وإذا كانت هذه الأعراض التي ذكرتها -وهي كلها تصب في أعراض اكتئاب ما بعد الولادة- فإنه لا بد من أخذ العلاج المناسب لهذا الاكتئاب؛ لأنه لن يزول وحده، يحتاج منك إلى التعامل معه على أنه اضطراب نفسي يحتاج إلى المعالجة السريعة حتى يمكنك العودة إلى وضعك الطبيعي، ومقدرتك على رعاية طفلك، والقيام بواجبات أفضل -إن شاء الله-.
العلاج: أرجو ألا يكون اختيار الدواء بواسطة اللجوء إلى الصيدلية فقط، وشراء دواء كنت تستخدمينه في السابق، السولبيريد من أدوية الفصام أو أدوية الذهان، وليس من أدوية الاكتئاب؛ ولذلك أنت تحتاجين في المقام الأول إلى مراجعة الطبيب لتشخيص الاكتئاب، وإذا تم تشخيص الاكتئاب فلا بد من اختيار الدواء المناسب، وكثير من هذه الأدوية التي يمكن استخدامها في الاكتئاب في هذه الفترة، بعضها لا يفرز في الحليب، وبالتالي يمكن أخذها بأمان.
لكن هناك أدوية أيضا إذا تم وصفها وأخذها في فترة ما بعد الولادة، وكنت ترضعين طفلك، ربما يفرز بعض منها في الحليب، وبالتالي قد يذهب إلى الطفل؛ ولذلك لا بد من مراجعة الطبيب في البداية، وعمل التشخيص المناسب، ومن ثم اختيار الدواء المناسب، سواء كانت فترة ما بعد الولادة الآن وأنت ترضعين، أو لا ترضعين، طبعا هذا خيار، لكن المهم جدا معالجة مثل هذه الاضطرابات بأسرع فرصة؛ لأن لها مضاعفات قد تكون غير حميدة.
ولا شك أن من الأشياء التي يمكن أن تساعد على الاستشفاء: الاهتمام ببعض المسائل المهمة فيما يتعلق بالاهتمام بالصحة العامة، من ناحية: الأكل، والشرب، والنوم، والاطلاع على مهامك العادية اليومية، والمساعدة التي يمكن أن تتم من خلال الأسرة، ولا ننسى أيضا الجوانب الروحية، فاستعيني بالله -سبحانه وتعالى-، والإكثار من قراءة القرآن، والذكر، فإن ذلك يساعد على التحصين -إن شاء الله- من مثل هذه الأعراض.
شفاك الله وعافاك.