السؤال
السلام عليكم
أنا امرأة مطلقة أكثر من مرة، ولدي ولد وبنت، موظفة، وبمنزلي الخاص، عمري 33 سنة، تعرفت على شخص في مجال العمل على فيسبوك، ثم صارحني بأنه يريد الزواج مني، وبأنه أصغر مني بعامين، ومطلق بدون أولاد، تقبلت الموضوع، بعد مدة شهرين كشف لي أنه كذب علي في عمره، وأن عمره 22 سنة وليس 29، وهو الوحيد لدى أمه، أنا تعلقت به، وفي نفس الوقت أجد فارق العمر كبيرا، وأنه لا يزال صغيرا، أنا غير مقتنعة، وأخاف أن أندم!
رجاء انصحوني، وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Isra حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
ولا شك -أيتها الكريمة- أن وجهة نظرك سليمة، وأن فارق العمر الكبير بينك وبين هذا الشاب الذي يريد خطبتك، قد تكون سببا لعدم استقرار الزواج، ولكن ليس هو بالضرورة مؤشرا على ذلك؛ فالأمر مرتبط بقرائن وأحوال كثيرة، وأنت تعلمين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج أم المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله تعالى عنها- وبينهما فارق في السن كبير، وقد كان يعمل معها في أموالها بالتجارة، فتزوجها مع فارق كبير في السن بينهما، وكانت زوجة صالحة معينة له.
فليس هذا الفارق في السن عاملا بالضرورة على عدم استقرار الزواج، بل ربما تكون البواعث على الزواج هي أمور اقتصادية مادية لا يقدر الشاب على توفيرها، فيرى أن في حصوله على امرأة في مثل مواصفاتك سببا لتحصين نفسه، وتحصيل مقاصد النكاح والزواج، وإذا اقترن مع ذلك حبه وتعلقه بهذه المرأة، كان ذلك أدعى إلى حرصه على الزواج، وحرصه أيضا على استمراره واستقراره.
فنصيحتنا لك أن لا تجعلي من هذا الفارق سببا وحيدا لرفض هذا الشاب، أو للانزعاج من هذا الزواج، وعليك أن تنظري في القرائن الأخرى، وأن تستعيني بالعقلاء من أهلك لمعرفة التفاصيل حول هذا الشاب، من حيث أخلاقه الحقيقية وسيرته في حياته، هل هو شاب جاد، فيه نوع من التدين، والحرص على الحلال والابتعاد عن الحرام، وعن مقاصده وأهدافه من الزواج بواحدة مثلك، عن رفقته وزملائه، من هم زملاؤه وجلساؤه الذين يجلس معهم، هل هو ممن يجالس العقلاء من الناس، والشباب الطيب، صاحب الأهداف الجميلة في هذه الحياة؟ إلى غير ذلك من القرائن التي تنبئ عن شخصية هذا الإنسان.
ومن خلالها تعرف أهدافه ومقاصده من وراء هذا الزواج، فإذا رأيت أن هناك مؤشرات تدعو إلى الاطمئنان، ننصحك بأن تستخيري الله -سبحانه وتعالى- وتكملي الزواج بهذا الشاب، والفارق بينكما ليس كبيرا جدا حتى يدعوك إلى كل هذا القلق.
نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يقدر لك الخير حيث كان.