مات أبوها فأصبحت تراه في حياتها

0 341

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
توفي أبي وهو أغلى ما لدي في الوجود! إنني أحس وأشعر به في كل ما أقوم به، إنه يصاحبني في حركاتي وسكناتي، إنني أخاطبه كما لو كان حيا، وأراه في أحلامي كل ليلة سعيدا وأنيقا كعادته، فهل هذا الإحساس نتيجة لحبي الشديد له؟ أم أنني على مشارف الجنون؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ ص ع ر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يحدث لبعض الناس اقتران شديد بمن يحبون، وهذا الاقتران يظل ويستمر حتى بعد وفاة الطرف الذي كان مصدر هذا التعلق والحب، وهذا يكثر بين الأزواج، كما أننا نراه أيضا يحدث لبعض الأبناء بعد وفاة الآباء والأمهات، الذي أرجوه هو أن تدعي بالرحمة لوالدك.

ثانيا: عليك أن تعرفي أن والدك الآن في الحياة الأبدية، وأن هذه الدنيا هي مرحلة وقتية وهي زائفة، إذن عليك أن تفصلي بين الحياتين، هنالك حياة مؤقتة وهنالك حياة دائمة، وعليك أن تتخيلي أن والدك إن شاء الله في النعيم وأنه إن شاء الله من أهل الجنة.

ثالثا: ينصح ألا تتجنبي متعلقاته؛ على سبيل المثال: إذا كان هنالك بعض من متعلقاته موجودة في المنزل يمكنك أن تنظري إليها وألا تتجنبيها، ولكن في ذات الوقت تقولي مع نفسك: إن أبي قد ذهب إلى رحمة الله وهذه هي متعلقاته، هذا هو التفكير الصحيح.

بعض الناس لا نقول أنه قد وصل إلى مرحلة الجنون، وأنت إن شاء الله لست على مشارف الجنون، ولكن هنالك ما يعرف بالهيام بالموتى، وهو نوع من الالتصاق الشديد.

حين كنت أعمل في بريطانيا كانت لي مريضة سيدة توفي زوجها منذ سنتين، ولازالت تقوم بتحضير طعام الإفطار له وتحضير ملابسه، وقد قمنا بمعالجتها عن طريق العلاج السلوكي وعن طريق الأدوية، وفي هذه الحالات نعطي الأدوية المضادة للاكتئاب مع جرعة صغيرة من الأدوية المضادة للذهان.

ولكن الحمد لله أنت بعيدة من ذلك تماما؛ لأن ما ورد من تعاليم في ديننا الحنيف يجعلنا نكون أكثر توكلا وأكثر صبرا وأكثر إيمانا بالقضاء والقدر، هذا هو الذي يجب أن تتوسمي به ويجب أن تتمسكي به.

وأرجوك أن تحافظي على وردك القرآني، وبالطبع أنت حريصة على صلاتك وعلى أذكارك، وإن شاء الله في ذلك إعانة كبيرة لك، وأسأل الله تعالى لوالدك الرحمة والمغفرة، وإن شاء الله هو في أعلى الجنان.

وبالله التوفيق.


مواد ذات صلة

الاستشارات