السؤال
السلام عليكم
أشعر بالضيق من دخول شهر رمضان، وأقول: إن رمضان شهر ثقيل، ولا أحبه، فهل علي ذنب، يجب علي أن أتوب منه؟ هو غصب عني، ولكني أقوم بقراءة القرآن، والصيام، والصلاة، وأحاول جاهدة وأحس بالشعور بالذنب من فعلي.
السلام عليكم
أشعر بالضيق من دخول شهر رمضان، وأقول: إن رمضان شهر ثقيل، ولا أحبه، فهل علي ذنب، يجب علي أن أتوب منه؟ هو غصب عني، ولكني أقوم بقراءة القرآن، والصيام، والصلاة، وأحاول جاهدة وأحس بالشعور بالذنب من فعلي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منيرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أولا: نهنئك بما وفقك الله تعالى إليه من الطاعات في هذا الشهر المبارك، من قراءة القرآن، والقيام بالصيام فيه، والمحافظة على الصلاة، فهذه الطاعات نرجو الله تعالى أن يتقبلها منك، وهي بلا شك أسباب حقيقية لتحصيل السعادة في هذه الحياة، والحياة الدائمة بعد الممات.
وقد قال الله في كتابه الكريم: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ)، وأما ما تجدينه من شعور بثقل هذا الشهر عليك بسبب عبادة الصيام التي قد تشق على كثير من الناس الذين لم يتعودوا على الصيام: فهذا القدر من الشعور بهذا الثقل لا يضرك، ولا يؤثر على دينك وإسلامك، فالنفس بطبيعتها تحب الراحة والدعة، وتكره الأمر الذي فيه ثقل عليها ومشقة، وهذا هو ميدان الاختبار والابتلاء في هذه الحياة، فإن الله سبحانه وتعالى كلفنا بالتكاليف الشرعية ليختبر صبرنا، وتحملنا.
وأنت -ولله الحمد قد- وفقت للقيام بالعبادات المطلوبة منك في هذا الشهر، الله تعالى فرض علينا الصيام في هذا الشهر، ودعانا إلى اغتنامه بقراءة القرآن في نهاره، والصلاة في ليله، وأنت -ولله الحمد- قد أخذت بحظ من هذه العبادات وهذا من توفيق الله تعالى لك، فلا ينبغي بعد ذلك أن تكوني مستصحبة لذلك الشعور، ولكن رغم ذلك كله إذا كانت هذه المشاعر لا تزال معك فهذا أيضا لا يضرك، وستزول هذه المشاعر قليلا قليلا، وتأنس النفس بالطاعة حتى تصبح الطاعات جزءا منها، لا تستطيع أن تتركها.
الأمر فقط يحتاج منك إلى صبر، ونوع من المجاهدة، واحتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى، وليس في هذا الشعور ما يدعوك إلى القلق، وأن تحسي بأنه ذنب، نرجو إن شاء الله أن يكون الأمر قد اتضح لديك، وأن تحاولي طرد هذه المشاعر عن نفسك، وتذكري نفسك بالثواب الجزيل من وراء العبادات التي تقومين بها، فإن تذكر الثواب يسهل على الإنسان القيام بهذه الطاعات، ويسهل عليه تحمل الأعباء في هذه الدنيا.
والصيام قد جعل الله تعالى له جوائز كثيرة، فهو جنة يقي الإنسان من عذاب الله تعالى، وهو السبب لدخول الجنة، وللجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون، وهو شافع للإنسان يوم القيامة حينما يحشر الناس، إلى غير ذلك من الأجور التي رتبها الله على الصيام.
وأما الصلاة فثوابها أعظم وأكثر، وكذلك قراءة القرآن، فننصحك بتذكر الثواب الذي أعده الله على هذه العبادات؛ لتجدي نفسك مسرورة سعيدة بما وفقك الله تعالى إليه من القيام بها، نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.