السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فقد فاتحني شاب -وهو زميل لي في المدرسة- برغبته الملحة في الزواج مني في المستقبل، عندما يجد عملا بعد التخرج، وهو يريد مني جوابا مقنعا، وأنا حائرة بين الرفض والقبول، فهو حقيقة على خلق ودين ويصلي، وهو طيب القلب مع الجميع، ويشجعني على لبس الحجاب، ويحاول أن يقربني من الله أكثر، حيث أنه هو الذي نصحني بهذا الموقع، ولكنه أصغر مني بسنة ولا يتمتع بثقافة عالية، وعنده ضعف في اللغات الفرنسية والإنجليزية مثلي، وهذا ما يجعلني مترددة وحائرة، إضافة إلى ذلك: يختلف مستواه الاجتماعي عن مستواي، وأخاف من رفض أهلي له إذا وافقت في المستقبل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ف حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الابنة الفاضلة، نسأل الله أن يقدر كل الخير حيث كان ثم يرضيك به، وبعد: فإن البداية الصحيحة لهذا المشروع هي عرض الأمر على أسرتك ومطالبة الشاب بإرسال أهله للتعارف وطلب يدك رسميا، ونحن لا ننصحك بإدارة هذا الموضوع من وراء سمع أهلك وبصرهم، ولا تطلقي لعواطفك العنان قبل أن تعرفي رأي الآباء والإخوان، وادفعي عن نفسك التردد واهتمي بما يرضي الرحمن، فليست العبرة بالحسب والنسب ولكن الفلاح مع الإيمان.
واعلمي أن الإسلام دين يبني البيوت على التقوى والوضوح، ويريد للفتاة أن تكون مطلوبة لا طالبة؛ بحيث لا يستطيع كرام الرجال الوصول إليها إلا عن طريق أهلها، وبعد إعلان رغبته في أدب واحترام، وبعد دفع صداق يدل على الصدق، ومن هنا فنحن ننصحك بعدم قبول أي علاقة عاطفية إلا إذا كانت رسمية، فإن بعض الشباب يريد قضاء الأوقات، وبعضهم لا يملك شيئا من أمره، وفيهم من اختار له أهله شريكة العمر ولن يقبلوا بغيرها، وإذا تمت موافقة الأهل فاحمدوا الله عز وجل وتذكروا بأن الخطبة مجرد وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها.
أرجو أن تعلمي بأن من مصلحتك أن يشاركك أهلك في هذا الأمر، والرجال أعرف بالرجال، وأهلك هم أحرص الناس على مصلحتك، ومن الضروري أن يتأكدوا من قدرة الشاب على تحمل المسئولية، ويتعرفوا على استقرار أسرته، وأحوال أهله، ولا شك أن وجود الأهل يزيد من ثقة الشاب واعتزازه بك، وتعمق ثقة الأهل فيك، ونحن نتمنى أن يكون الدين هو المقياس، وأن المظاهر لا تغني عن أصحابها إذا لم يكن معها دين وأخلاق، ولا يفيد الحسب والنسب والمال إذا لم يكن صاحبه من أهل الدين والخلق والأمانة.
كما أن التوافق في المستوى الثقافي والاجتماعي مما يعين على النجاح والاستقرار ولكنه ليس شرطا للسعادة، ولا أظن أننا نحتاج إلى أن نوصيك بصلاة الاستخارة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وهي عبارة عن سؤال للخير ممن بيده الخير، وعليك بطاعة الله والدعاء والذكر لله بالصبح والمساء، وكوني قريبة من أهلك وشاوري محارمك، والصالحات من صديقاتك ونسأل الله أن يوفقك.