رغبت في خطبة فتاة ولكن رفضتها أمي لاختلاف الجنسية!

0 31

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عربي، أعيش في إحدى دول الخليج منذ تقريبا 12 سنة، تربيت ودرست في هذا البلد، وحاليا أعمل في مهنة مرموقة وراتب مجزي.

تعرفت منذ فترة إلى فتاة في العمل، ورغبت في الزواج منها؛ لتشابه أفكارنا ومعتقداتنا، صارحت أمي بالموضوع، ورغبتي بالتقدم لها رسميا، وفوجئت بالرفض القاطع؛ بسبب أن البنت ليست من بلدنا، وتحمل جنسية عربية أخرى؛ بدعوى أن العادات والتقاليد والأعراف تلزمني أن أتزوج من عائلتي فقط!

علما أن البنت ولدت وتربت ونشأت في نفس البلد الذي نعيش فيه حاليا.

أنا لم أكلم والدي في الموضوع لحد الآن، ورغبت في جعل أمي في صفي أولا ثم أتحدث مع أبي، لكن عندما رأيت الرفض منها انتابني شيء من الخوف من رفض الوالد، كذلك بحكم أن الأم تؤثر على قراره.

أرجو مساعدتي كيف أقنع أهلي بالزواج من هذه البنت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الحسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يصلح الأحوال.

كنا نتمنى حقيقة أن تبدأ بإخبار الوالد؛ لأن الرجال في مثل هذه المسائل أول رأي هو المعتمد، والأمر الثاني هو صاحب التأثير الأكبر، ونعتقد أنه الآن لا مشكلة، أرجو عرض الأمر على الوالد، والتوضيح له بأن الفتاة أيضا نشأت في هذا البلد، ونحن نعتقد مع قصة السفر وجود الناس في الخليج، وكثير من البلاد لسنوات طويلة نشأت أجيال تعرف هذه الأوطان الجديدة.

والحمد لله هذه أوطان مسلمين، وكما قال الشاعر: وكلما ذكر اسم الله في بلد عددت ذاك الحمى من صلب أوطان.

وعليه أرجو عرض الأمر على الوالد بمنتهى الهدوء، ومناقشته في هذه المسألة، وإعطاء الوالد فرصة أيضا للتعرف على أهل الفتاة، ثم بعد ذلك تنتقل لتعيد المحاولات مع الوالدة، ودائما الناس عندما يجهلون، فإذا تواصلت الوالدة مع أخت الفتاة أو أمها أو أسرتها؛ فإن هذا سيخفف من هذا الرفض الذي يظهر على الوالدة.

وعلى كل حال نحن سعدنا لأنك تدير أمورك بمنتهى الهدوء، ولكن في المقابل أرجو ألا يكون التواصل العاطفي مستمرا؛ لأن هذا يؤثر إذا كان هناك تواصل عاطفي، حصل ارتباط ثم حيل بينك وبين إتمام هذه الزيجة؛ فإن هذا يجلب المتاعب للطرفين؛ ولذلك نتمنى أن تتوقف عن التواصل العاطفي حتى تتضح أمامك الصورة، حتى تتأكد أن هذه الزيجة يمكن أن تتم.

ونحن نقول هذا ونؤكد أن القرار في الزواج هو للشاب والفتاة، وأن دور الوالدين هو دور إرشادي توجيهي، لكن من الكمال أن يتزوج الإنسان امرأة ترضاها الوالدة ويرضاها الوالد؛ لأن هذا أعون له على أداء الواجبات؛ فالزوج عليه واجبات تجاه والديه، وله واجبات تجاه زوجته، فعندما يكون هناك وفاق وتوافق تسهل عليه هذه المهام الشرعية، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وننصحك أيضا بالاستعانة بالأعمام والأخوال والعقلاء والدعاة في إقناع الوالد أو في إقناع الوالدة؛ لأن هؤلاء لهم تأثير كبير جدا في مثل هذه الأمور، والإسلام يبيح هذا الزواج، والعبرة بدين الفتاة التي يتقدم لها الشاب.

ونسأل الله أن يجمع بينكما في الخير وعلى الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات