أصبت بالأرق بعد قراءة قصص خيالية عنه، فما العلاج؟

0 24

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 20 سنة، أعاني من الأرق، لي الآن ثلاث سنوات، بدأ الأمر لدي حين ذهبت للدراسة في معهد داخلي، أصبحت لا أنام، وهكذا مرت السنون، كان وضعي في تذبذب، المدة الماضية تحسنت، لقد زال شعور القلق والخوف والوسواس، لكن للأسف عاد بعد قراءة قصص أناس أرعبتني، يدعون أنهم لم يناموا لمدة 20 عاما وأكثر، ثم دخلت لدي فكرة وسواسية أنني سوف أصبح مثلهم لا أنام أبدا، وهكذا دخلت في دائرة مفرغة.

فهل حقا هم على حقيقة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

دعني أقول: إن ما قرأته عن أناس أنهم لم يناموا لمدة عشرين عاما غير صحيح لا علما ولا عقلا؛ فالإنسان لا يمكن أن يستغني عن النوم، بل جسمنا لا يستمر في الحياة من دون النوم؛ ولذلك خلق الله تعالى لنا النوم، وجعل الليل لباسا والنوم سباتا؛ فالنوم أمر أساسي لا يمكن ألا نقوم به، وإذا لم نقم به بشكل إرادي فهو سيأتي ويغلب علينا كما يغلب على غيرنا؛ فهذا غير حقيقي -أخي الفاضل- فيفيد أن تبعد هذه الفكرة عنك.

أخي الفاضل: ما عانيت منه بعد قراءتك لهذا يوحي بأن حالتك نسميها (الخوف من المرض) حالة من الرهاب، لا أسميها الوسواس أو فكرة وسواسية، وإنما هي حالة رهاب، تسبب القلق والتوتر.

أخي الفاضل: عندما انتقلت إلى المعهد الداخلي تخلصت - بحمد الله عز وجل - من الأرق الذي عانيت منه ثلاث سنوات، وكما تخلصت من ذلك الأمر؛ يمكنك أيضا الآن أن تتخلص من هذه الفكرة التي راودتك، أنه يمكن أن تصاب بما أصيب به هؤلاء الذين يدعون أنهم لم يناموا لمدة عشرين عاما!

أخي الفاضل: إن مما يساعدك جدا - وخاصة أنك فني في إدارة الصحة والسلامة والبيئة - أن تمارس الأنشطة التي تساعدك على الاسترخاء، وتذهب عنك التوتر والقلق، ومنها العبادات المختلفة، كالصلاة والذكر والدعاء وتلاوة القرآن، بالإضافة طبعا إلى النشاط البدني كالرياضة أو المشي، وخاصة أننا في فصل الربيع، بالإضافة إلى التغذية الصحية المتوازنة.

أخي الفاضل: أدعو الله تعالى لك بدوام الصحة والعافية، وأن يشرح صدرك في أقرب وقت لتخرج مما أنت فيه، وتعود إلى حالتك الطبيعية التي لا أشك - بإذن الله عز وجل - أنها قادمة قريبا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات