السؤال
السلام عليكم
أنا طالب كنت متفوقا في الدراسة، ودائما الأول على مرحلتي، ولكن الآن في السنة الثانية في كلية الطب الأمور انقلبت تماما، أقرأ كثيرا وأذهب إلى الامتحان أكتب الإجابة الصحيحة، وقبل نهاية الامتحان أمسحها وأحولها إلى الجواب الخطأ، أو أجاوب بالصحيح، وأتفاجأ بدرجات قليلة غير متوقعة، بالإضافة إلى أشياء سيئة كثيرة، تحدث في حياتي بعيدا عن الدراسة.
كلما أتوجه إلى شيء، وأسعى وآخذ بالأسباب لا أوفق، على الرغم من أني أدعو الله كثيرا، ومحافظ على الصلاة والعبادة، بالإضافة إلى ذلك تحدث لي مشاكل صحية كثيرة، مثل آلام في المعدة والظهر، وانخفاض في الوزن، وضيق في التنفس، ودوار، خصوصا أثناء صلاة الجماعة، فلا أستطيع إنهاء الصلاة، مما سبب لي صعوبة في أداء صلاة الجمعة.
الغريب أني راجعت الكثير من الأطباء، وأجريت الكثير من الفحوصات وكانت جميعها سليمة، بالإضافة إلى ضيق وحزن مستمر، وكره للحياة، ما سبب ذلك؟ هل هو عدم توفيق وغضب من الله أم حسد وعين؟ وما الحل؟ فقد تعبت كثيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك - ابننا الفاضل - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يصلح الأحوال، ونعتقد أن شهر الصيام فرصة للوقف والمراجعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعيد لك التفوق والأمن والأمان، والعافية والطمأنينة والفلاح.
سعدنا بهذه الاستشارة، وندعوك إلى:
أولا: اللجوء إلى الله تبارك وتعالى.
ثانيا: الإكثار من ذكره سبحانه وتعالى، والمحافظة على أذكار الأحوال، وخاصة أذكار الصباح والمساء.
ثالثا: إخفاء ما عندك من مواهب، وقضاء بعض حوائجك بالكتمان.
رابعا: ندعوك إلى قراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من الذهاب إلى راق شرعي متخصص، يقيم الرقية الشرعية وفق ضوابطها وقواعدها المرعية.
وهذا كله لا يمنع من القيام بالأسباب، فإن للنجاح طرائق لا بد للإنسان أن يسلكها، فاجتهد في أن تتواصل مع المعلمين (الدكاترة، الأساتذة) حتى تعرف المسائل المهمة، وحاول أن تنظم جدول المذاكرة، وتترك التردد في دراستك، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر يرضيه.
اجتهد دائما في أن تصلح ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يمتعك بالعافية، وأن يزيدك من فضله.
أيضا نوصيك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بالإكثار من الاستغفار، وبالصلاة والسلام على رسولنا المختار، فإن في ذلك ذهابا للهموم ومغفرة للذنوب، وأكثر من قول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) فإنها كنز وذكر واستعانة ودعاء.
نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه، وأن يعيد علينا وعليك مواسم الخيرات أعواما عديدة، وسنوات مديدة في طاعة ربنا.
والله الموفق.