عادت لي حالة الخوف من الموت من جديد!

0 21

السؤال

السلام عليكم.
اسمي محمد، عمري 17 سنة، في السنة الأخيرة من الباكالوريا، قبل شهرين تقريبا كنت في غرفتي أدعو الله تعالى، وأحاول النوم، فجأة شعرت بخوف قوي، أطرافي باردة جدا، ودوخة، قلت بأنه الموت.

ذهبت لوالدي ووالدتي وطمأنوني، مر شهر وأنا أبحث عن الموضوع، ذهبت عند طبيب عام وقال بأنه الضغط، وأنه يجب أن أقلل من شرب الشاي والمنشطات، وأعطاني دواء Anti stress و magnésium وبدأت أصلي، أبي نصحني بأن أنسى الموضوع ولا أبحث عنه.

صراحة نجح الأمر، وبدأت أشعر بطعم الحياة، ولكني دخلت لفيديو يتكلم عن حياة البرزخ، وشكل ملك الموت، والخوف، وعادت الحالة، بل الآن أصبحت أتهيأ أشكالا.

المشكلة أنه لا يفصلنا عن امتحان الباكالوريا إلا 80 يوما، وقد تبخر شغفي الدراسي.

جزاكم الله خيرا، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية، وأن يتقبل صيامكم وطاعاتكم.

النوبة التي حدثت لك هذه تسمى بنوبة الفزع أو نوبة الهرع، والذي هو في الأصل نوع من القلق النفسي الحاد، وبالفعل يكون هنالك شعور بخوف شديد، مع وجود أعراض جسدية، كبرودة الأطراف، أو تسارع ضربات القلب، أو حتى الشعور بقرب الموت كما ذكرت وتفضلت.

هذا - أيها الفاضل الكريم - مجرد قلق وليس أكثر من ذلك، وليس بالخطير أبدا حتى وإن كان مزعجا، هذه النوبات قد ينتج عنها أيضا وسوسة ومخاوف، وهذا هو الذي حدث لك الآن، إلى أن اطلعت على الفيديو الذي يتكلم عن حياة البرزخ، وذكرت بعض التفاصيل، عادت لك الحالة، وذلك نسبة لأنك قد تعرضت لموقف يحدث فيه خوف، وهذا الخوف من المفترض أن يتكيف الإنسان عليه ويتواءم معه؛ لأن هذا أمر - إن كان هذا الفيديو صحيحا ودقيقا - سوف يمر على كل إنسان، {كل نفس ذائقة الموت}، لكن لأنك حساس ولديك أصلا استعداد لقلق المخاوف الوسواسي ظهرت لديك هذه الحالة بهذه الكيفية.

من المفترض أن تحقر هذه المشاعر السلبية، وألا تلتفت لها أبدا، وأنصحك بتطبيق تمارين الاسترخاء، من خلال تطبيق تمرين التنفس (الشهيق والزفير):

هنالك تمارين التنفس المتدرجة، مفيدة جدا، ويمكنك أن تطبقها بشكل مبسط، وذلك بأن تكون داخل الغرفة، ويكون محيطك هادئا جدا، وتجلس على كرسي مريح، أو من الأفضل أن تستلقي على السرير، تضع يديك على جانبيك، وتغمض عينيك بدون شدة أو قوة، وتفتح فمك قليلا، ثم تقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، توكلت على الله) وتبدأ التفكر والتأمل في شيء جميل، وبعد ذلك تأخذ شهيقا بطيئا وعميقا، ويكون إدخال الهواء عن طريق الأنف. هذا هو الشهيق، والذي يجب أن يستغرق حوالي ثماني ثوان، وبعد ذلك احصر الهواء في صدرك لمدة أربع ثوان.

هذه مرحلة مهمة جدا في عملية الشهيق؛ لأن وجود الهواء الذي يحتوي على تركيز عال من الأكسجين، يتيح فرصة لتغذية الدم بصورة صحيحة، ويكون هنالك تشبع للأكسجين، يساعد الجسم على الاسترخاء والتغذية الصحيحة.

بعد الانتهاء من عملية إمساك الهواء في الصدر يبدأ بعد ذلك الزفير، أي إخراج الهواء، ويكون عن طريق الفم، ويجب أن يكون أيضا بقوة وببطء، يستغرق حوالي ثماني ثوان أيضا.

عملية الشهيق والزفير هذه، مع إمساك الهواء في الصدر، فيما بينهما تكرر خمس مرات متتالية، بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، إن طبقتها سوف تجد أنها مفيدة جدا، وتعالج حالات القلق والتوتر، وستكون -إن شاء الله تعالى- مفيدة جدا بالنسبة لك.

بالنسبة للدراسة: حاول أن تتجنب السهر، واستفد من البكور، ويمكنك أن تدرس بعد صلاة الفجر، هذا وقت يكون فيه التركيز عاليا جدا، ويمكن أن تستعمل نفس الدواء الذي أعطاه لك الطبيب العام، لا مانع في ذلك، فهو مكون مغنيزيوم زائد حبوب يساعد على الاسترخاء وإزالة التوتر.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات