السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي ثلاثة أطفال، تزوجت بعمر مبكر جدا، ولم أكن أدرك كيفية التعامل مع الأطفال، وترملت أيضا بعمر صغير، وحملت مسؤولية طفلين صغيرين بمفردي؛ مما أدى إلى حالتي النفسية السيئة، وتعاملي العصبي مع أطفالي، وأظن أنني لم يكن لدي قدرة على الوضع الذي أمر به، فقد كان عمري 17 عاما، ومرت الأعوام، وأريد تحسين نفسية أطفالي، وبناء شخصية جديدة لهم، ساعدوني كيف أبدأ؟
علما أنهم يعانون في المدرسة من الوحدة وقلة الأصدقاء؛ كونهم غرباء عن البلد، وشعورهم بعدم رغبة أصدقائهم بوجودهم، وهذا يؤثر على نفسيتي، وأشعر بالذنب تجاه نفسي، ولا أعلم ماذا أفعل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على تربية الأبناء، وأن يعينك على تجاوز الصعاب، استعيني بالله وتوكلي عليه، وابشري بالخير، وننصحك بما يلي:
أولا: أرجو أن تصلحي ما بينك وبين الله، وتحافظي على صلاتك وطاعتك لربك، فإن المربي القدوة هو أكبر ما يمكن أن يؤثر، والقدوة هي أن يمتلك المربي عناصر التربية.
ثانيا: عليك بكثرة اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أنه يجيب المضطر إذا دعاه، فنسأل الله أن يصلح نيتك وذريتك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
ثالثا: ننصحك بتطوير مهاراتك التربوية في كيفية التعامل مع الأطفال، وإذا كتبت استشارة أخرى نتمنى أن تحددي أعمار هؤلاء الأطفال حتي نبين لك قواعد التعامل مع هؤلاء الأطفال حسب سنوات عمرهم، والطفولة المبكرة تحتاج إلى قرب الأم من أبنائها، والمشاركة لهم في اللعب، استخدام الألفاظ الطيبة معهم، إعطائهم فرصة للعب والمرح، معرفة خصائص كل مرحلة، وأن العناد يبدأ مثلا من سنتين ونصف بعدها ثورة العاطفة، بعدها ثورة السلوك، بمعنى أنه يسأل، يكون عنده فضول، يكتشف أشياء بعد ذلك تأتي مرحلة أيضا حب التملك، يريد كل شيء والرغبة في زيادة الملكية.
أي هي مراحل لا بد أن نعرفها، وعلينا أن ندرك أن لعب الأطفال شغل، وأن التخريب عندهم تجريب، فلا نتضايق إذا عملوا شيئا، ولكن نضع أمامهم الأشياء التي يمكن أن يلعبوا بها، ونزيح الأشياء التي فيها خطورة عليهم من طريقهم في هذه المرحلة، ومن المهم جدا أيضا أن لا نحاسبهم على أخطاء سابقة، وألا تجعليهم ضحية لغضبك أو انفعالك، فلا ذنب لهم في هذا الذي حدث.
ونحن نقول: الحياة تجارب، وكلما ذكرك الشيطان بالجوانب السالبة تذكري رحمة الله، أقبلي على الله، وأشغلي نفسك بشكر ما عندك من النعم حتى تنالي بشكر ربنا المزيد، ولا تعاتبي نفسك ولا تجلدي نفسك لأن هذا أيضا من الشيطان، لا تقولي لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قدر الله وما شاء فعل؛ لأن لو تفتح عمل الشيطان، والشيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، نسأل الله أن يعينك على تجاوز هذه الصعاب، والإنسان يتعب مع الأطفال في سنواتهم الأولى، ثم يسعد بهم وبخدماتهم، فنسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
والله الموفق.