ألجأ إلى الله عند الشدة وأغفل وقت الرخاء، انصحوني

0 25

السؤال

السلام عليكم

أنا شخص بمجرد أن تحدث معي مشكلة أتوجه إلى صلاة ركعتين، واللجوء إلى الله، أما في الأوقات الطبيعية فأنا إنسانة تعصي وتتوب، ولست بإنسانة مواظبة على قيام الليل، ولكني أصلي الصلوات الخمس -الحمد لله وبعون الله-.

فهل أعتبر من الناس الذين يلجؤون إلى الله وقت حاجتهم، وينسون الله في بقية الأوقات؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس من خلق المؤمن أن يعرف الله في الشدة وينساه في الرخاء، وإنما هذا من أخلاق المسرفين، كما قال الله تعالى: (وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلىٰ ضر مسه كذٰلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون).

لا شك أن الإنسان عند نزول الشدة يكون أكثر تضرعا من ساعة الرخاء، وهذا من طبيعة الإنسان، قال تعالى: (إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا، إلا المصلين..)، ولكن هناك فرق بين من يكون أكثر تضرعا، وبين من يعصي ويتعمد المعاصي في ساعة الرخاء، استخفافا وجهلا بأمر الله تعالى، أو كان هذا من عادته، فلا شك أن من هذا حاله أنه عاص لله تعالى، ويخشى عليه من عقوبة الله، وإن من عقوبة الله النسيان والحرمان من التوفيق والإعانة، وهي من أعظم العقوبات، قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم..).

أختي الفاضلة، الإنسان بحاجة لله تعالى في كل وقته وأحواله، ولا بد أن تكون الاستقامة على أمر الله وطاعته في سائر وقته وحياته، وسره وعلنه، وفي السراء والضراء، كما جاء في الحديث عن أبي عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، قال: (قل آمنت بالله، ثم استقم) رواه مسلم.

أختي الفاضلة: إذا كان حالك هو الزيادة في العمل؛ كالإكثار من الدعاء والتضرع عند نزول الحاجة، مع ملازمة التوبة، والمحافظة على الفرائض فلست ممن ينسى الله في الشدة، ولكن إن كنت تلازمين الدعاء عند الشدائد، وتعصين الله وتبتعدين عنه في الرخاء؛ فأنت ممن ينسى الله في الرخاء، وعليك أختي بملازمة الإكثار من الاستغفار والدعاء، وسائر الأعمال الصالحة، لتجدي توفيق الله وإعانته لك في ساعات الشدة والحاجة.

وفقك الله، وسددك على الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات