السؤال
أشعر بخوف من الإقدام على الزواج وذلك بسبب الخوف من الطلاق لأنني أشعر بأنني لا أملك نفسي من إطلاق كلمة الطلاق؛ لأنني أشعر بشيء في داخلي يجعلني أنطق بهذه الكلمة غصبا عني، وإذا حاولت أن أمنع نفسي عن هذه الكلمة أشعر بضيق ينتابني مما جعل الحياة تنسد وتسود في وجهي؛ لأنني مقدم على الزواج وأنا لا أستطيع التحكم في نفسي من إلقاء كلمة الطلاق مما جعلني أفكر في الانتحار؟
فأرجو المساعدة العاجلة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذا نوع من حالات المخاوف الوسواسية القهرية، وهي مزعجة حقيقة، وتسبب الكثير من القلق، ولكنها بفضل الله تعالى يمكن أن تعالج.
أولا: تأكد أن صاحب الوساوس -في أغلب الظن- لا ينفذ ما يعتقده، صاحب الوساوس لا يتبع وساوسه إلا في حالات نادرة، وهذا إن شاء الله فيه خير عظيم ورحمة كبيرة، إذن - يا أخ خالد - تأكد أن الفكرة وسواسية ولكنك -إن شاء الله- لن تتبعها.
وحتى نساعدك بصورة أفضل أرجو أن تقوم ببعض التمارين السلوكية البسيطة، عليك أن تقول مع نفسك: لن أطلق، لن أطلق، لن أطلق .. سوف أتزوج ولن أطلق، سوف أتزوج ولن أطلق.. هذه فكرة وسواسية، هذه فكرة وسواسية، لعنها الله، لعنها الله، لعنها الله.. وهكذا.. أي أن تحاول أن تغرس في نفسك وفي تفكيرك أفكارا مضادة لهذه الفكرة.
ثانيا: حالتك -إن شاء الله- تستجيب بصورة فعالة جيدة وممتازة جدا للأدوية المضادة للوساوس القهرية، ومن أفضل هذه الأدوية الدواء الذي يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناول البروزاك بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم توقف عنها.
هذا الدواء إن شاء الله سوف تحس من خلاله بارتياح كبير، وسوف تنتهي هذه الفكرة الوسواسية، وحتى أفكار الإحباط وعسر المزاج والتفكير في الانتحار – وهو أمر لا نقره بالطبع – سوف تنتهي إن شاء الله تعالى.
أقدم على الزواج وفكر في الزواج دون تردد، وطبق التمارين السلوكية البسيطة التي ذكرتها لك سابقا، وتناول الدواء الذي وصفته لك، وإن شاء الله تعالى سوف تشعر بتحسن كبير وأن الأمور قد أصبحت طبيعية، وأن هذه الوساوس قد اختفت تماما.
وبالله التوفيق.