السؤال
لدي صديقة أعتبرها أختي، وربي رزقني صداقتها، وقبل فترة سافرت معي ومع أهلي، والآن جميع سفراتنا العائلية تريد أن تأتي معي، لا أريد أن أجرحها، ولا أعرف ماذا أفعل معها!
لدي صديقة أعتبرها أختي، وربي رزقني صداقتها، وقبل فترة سافرت معي ومع أهلي، والآن جميع سفراتنا العائلية تريد أن تأتي معي، لا أريد أن أجرحها، ولا أعرف ماذا أفعل معها!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لطيفة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم لصالح القول والعمل.
أختي الفاضلة، اعلمي - وفقك الله - أن الأخوة في الله من أوثق عرى الإيمان، والتآخي والتناصح بين الإخوة من صفات المؤمنين المتقين، يقول تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)، فهنيئا لك هذه الأخوة، واحرصي في أن تكون أخوة تلتزم بالآداب الشرعية، والأخلاق النبوية، حتى تؤجري عليها، فلهذه الأخوة مع عظيم قدرها وثوابها عند الله مجموعة من الآداب من أهمها:
أولا: النصيحة والتوجيه عند الزلل، للحديث المشهور، (الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم) رواه مسلم.
ثانيا: الحرص على أخوة الصالحين الأبرار من يذكرك إذا نسيت ويعينك إذا ضعفت.
ثالثا: أن تكون الأخوة لله تعالى وليس لغايات ورغبات دنيوية أو منفعة عاجلة.
أختي الفاضلة، مهما كانت الأخوة بينك وبين هذه الفتاة صادقة وقوية، فلا بد أن يكون هناك شيء من الخصوصية لك ولعائلتك، فسفرك مع عائلتك لا شك أنه يحتاج لخصوصية بينك وبين أرحامك، ووجود شخص ليس من الأرحام ربما يذهب هذه الخصوصية، ويطلع على أسرار عائلية خاصة.
الأمر الآخر: ما يخشى حدوثه من اختلاط أو تجاوز للحدود في مثل هذه الرحلات الترفيهية، والتي لا بد أن تكون خاصة بالعائلة دون غيرهم.
لذلك ننصحك أن تكون هناك نصيحة من غيرك لهذه الفتاة حول هذ الموضوع، أو بأي طريقة غير مباشرة كالتعريض بأهمية الخصوصية العائلية، ودورها في ترابط الأسرة، وذلك أثناء وجودها بطريقة تفهم منها تلميحا لا تصريحا، أو عبر حضور درس يتحدث عن مثل هذه القضايا، فتصل إليها الرسالة بشكل غير مباشر، ولا بد أثناء ذلك أن تراعي بعض الجوانب النفسية التي قد تكون سببا في رغبتها في السفر معك، كأن تكون واقعة تحت ضغط عائلي، أو شعورها بالرغبة في التنفيس والخروج من واقع صعب إلى أجواء أسرية هي محرومة منها، وهكذا.
وفقكم الله وسددكم.