منعت زوجتي من زيارة أهلي بسبب المشاكل، هل فعلي صحيح؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم، ونفع بكم.

أنا شخص متزوج، ولي بنتان -ولله الحمد والمنة-، ومشكلتي أنه بعد زواجي أصابني وزوجتي أذى كثير من أهلي، وكلما حاولت التجاوز عن ذلك زاد أذاهم، خاصة للزوجة، لدرجة أننا كنا على أبواب الطلاق -لولا فضل الله-، وما كان لي من حل سوى منع زوجتي من الالتقاء أو التواصل مع أهلي، أما أنا فأزورهم وأتصل بهم.

استمر الأمر لسنوات، وابنتاي ما زالتا صغيرتين، ولا يمكنني السفر بهما لزيارة أهلي دون رفقة أمهما؛ لأنهما في حاجة لها على اعتبار سنهما، فهل صلة رحمي مقتصرة علي وحدي، أم أنها ملزمة لابنتي وزوجتي أيضا؟ علما أني حاولت أن أصلح مرارا، فما زادت محاولاتي إلا شحناء، أفيدوني نفع الله بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك - أيها الأخ الكريم - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونحيي حرصك على صلة الأرحام، ونسأل الله أن يؤلف القلوب وأن يغفر الزلات والذنوب.

لا شيء عليك في هذا الذي يحدث، مع ضرورة أن تستمر في محاولة الإصلاح، ولو أن تبقي العلاقة في أدنى درجاتها، في حد السلام والسؤال ولو بالهاتف والاهتمام، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

قد سعدنا جدا في أنك حافظت على أسرتك، وحافظت على بيتك، وأسعدنا أكثر هذا الحرص على ربط الصغيرتين أيضا بأسرتك، فإن الأطفال بحاجة إلى أعمام وعمات، وفي نفس الوقت بحاجة إلى أخوال وخالات، ونسأل الله أن يعينكم على تجاوز هذه الصعاب.

ودائما نحن نتمنى من الرجل -وهو الحكيم- أن يكون له دور في مثل هذه المواطن، فإن النساء قد تحدث بينهن الغيرة، ومثل هذه الأمور التي تحدث توترات كثيرة في مثل هذه الأحوال، لكن لحكمة الرجل وحرصه على أداء حقه تجاه أرحامه، وأداء حقه تجاه زوجته؛ لأن الشريعة التي تأمره بالإحسان إلى أهله ووالديه، هي الشريعة التي تحذره من ظلم زوجته والتقصير في حقها.

وهذا الذي فعلته تقدمت فيه كثيرا، لكننا نطمع -وأنت أيضا تطمع- في المزيد من التواصل ومزيد من الصلة، والحمد لله البنيات في سن صغيرة، يعني البنت الصغيرة قد لا تحتاج لهذه الصلة، ولكنها مع تقدم العمر تحتاج إلى أن تتعرف على أعمامها وعماتها، ويحدث هذا التواصل، وهذا -بإذن الله- ستصل إليه بالاستمرار في تكرار المحاولات، وفي حث زوجتك على تقديم بعض التنازلات، خاصة إذا كان المقابل هناك هما الوالد والوالدة، فالكبير يظل كبيرا.

والزوجة تحتاج إلى دعم من زوجها، إذا وجدت تشجيعا من زوجها، أنه يقدرها، وأنه يقدر صعوبات أهله، ويبدو أن هذا حاصل؛ لأنك حافظت على أسرتك، وحافظت على بيتك، وأنت تعترف أن الزوجة واجهت أذى كبيرا من أهلك، مجرد تقدير هذا الجانب يغني الزوجة ويجعلها تتحمل كثيرا؛ لأن هناك زوجا يكرمها ويقدر الصعوبات التي تواجهها.

فالزوجة إذا وجدت الدعم المعنوي فإن التحمل عندها يرتفع، فالزوجة بحاجة إلى أمن وأمان، وعندها ستعطيك التقدير والاحترام.

ونسأل الله أن يعينكم على الخير، وأن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

مواد ذات صلة

الاستشارات