لا زال أخي يعاني من الهلاوس رغم تناوله هذه الأدوية!

0 121

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي شقيق يبلغ من العمر 31 عاما، أصيب بصرع الفص الصدغي بعمر 15 سنة، ومنذ ذلك الحين راجعنا عدة أطباء، وجربنا العديد من الأدوية حتى استقررنا على الأدوية الحالية التي يتناولها منذ أكثر من سبع سنوات، والتي أتت بنتائج طيبة في تقليل نوبات العنف والذهان التي كان يعانيها، ديباكين 400 ملغ، مرتين يوميا، زولوفت 25 ملغ مرة يوميا، هالوبريدول 5 ملغ مرتين يوميا، اولانزابين 5 ملغ مرة يوميا.

لا يزال أخي يعاني من الهلاوس السمعية، وأحيانا البصرية، ويعتقد أن الآخرين يتحكمون به، ويطلبون منه عدم فعل الأشياء، وهذا يسبب له الانزعاج والإحباط والكآبة، رغم تناوله هذا الكم من أدوية الذهان.

سؤالي يا دكتور: كيف يمكن التخلص من تلك الهلاوس والظلالات؟ هل بتعديل مضادات الذهان أم بزيادة الديباكين أم بطريقة أخرى؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Aws حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى العافية لهذا الأخ، ونشكرك على اهتمامك بأمره.

طبعا المتابعة في مثل حالة هذا الأخ مهمة، المتابعة مع الطبيب النفسي، وإن كان هنالك أيضا متابعات مع طبيب الأعصاب من وقت لآخر سيكون أمرا جيدا.

كما أنه من المفترض أن يجري فحوصات دورية ليعرف مستوى الدواء - خاصة الديباكين- في الدم، وكذلك قوة الدم لديه، ووظائف الكبد، والكلى، والغدة الدرقية، ومستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، هذه فحوصات أساسية أتمنى أن يقوم هذا الأخ بإجرائها.

أنا أعتقد أن الأدوية التي يتناولها أدوية جيدة، فالديباكين بجرعة 400 مليجرام - أي حبتين من الحبة التي تحتوي على 200 مليجرام - يوميا، أعتقد إذا رفعت إلى 500 مليجرام صباحا ومساء قد يكون أفضل، وبالنسبة لمضادات الذهان: الـ (هالوبيريدول Haloperidol) 10 مليجرام يوميا، والـ (أولانزابين Olanzapine) 5 مليجرام يوميا، أعتقد أنه مزيج ممتاز من الأدوية حقيقة، الهالوبيريدول صباحا ومساء، والأولانزابين يأخذه مساء.

لكن - وبكل أسف - ما زال هذا الأخ لديه أفكار بارونية، الأفكار الاضطهادية والظنانية والشكوكية، وكذلك لديه الهلوسات السمعية.

أنا أعتقد أن نقله إلى دواء آخر عن طريق الطبيب؛ هذا ربما يجدي، مثلا ينقل إلى عقار(ريسبيريدون Risperidone) يمكن أن يكون هذا الدواء مفيدا كبديل للأولانزابين، حتى الهالوبيريدول، أيضا الأدوية الجديدة مثل: (باليبيريدون Paliperidone)، والذي يعرف باسم (انفيجا Invega) ربما تكون لها تأثيرات إيجابية.

أنا لا أقول الانتقال لهذه الأدوية الأخرى أمر حتمي، لكنه مجرد اقتراح يجب أن ينظر فيه؛ لأن الدواء أيضا يجب أن نراعي توفره، وكذلك يجب أن نراعي سعره، والأدوية التي يتناولها - كما ذكرت لك - أدوية جيدة حقيقة، حتى وإن كانت قديمة نسبيا، لكنها ممتازة، وأقصد بالقديمة الهالوبيريدول، لكن الأولانزابين هو دواء حديث نسبيا.

طبعا هدف العلاج يجب أن يكون اختفاء الظواهر الذهانية، كالهلوسات، وكذلك الظنان، وما دام أننا لم نصل للمبتغى في حالة هذا الأخ؛ لذا اقتراحي بتغيير أدويته ربما يكون أمرا جيدا، لكن هذا يجب أن يكون عن طريق الطبيب إذا رأى ذلك، إذا حتم الطبيب أن هذه الأدوية هي الأفضل له أعتقد أننا يجب أن نحترم هذا الرأي، ويمكن لهذا الأخ أن يتواصل على نفس هذه الأدوية، أو يمكن أن ترفع جرعة الأولانزابين إلى 10 مليجرام مثلا ليلا.

وطبعا إذا رفع الدواء فيكون أمر الفحوصات ضروريا جدا، فحوصات الدم، وكذلك فحص تخطيط القلب، لا أريد أن أدخلك في أي مخاوف، لكن أدوية الذهان هذه قد تؤدي في بعض الأحيان إلى إبطاء في كهرباء القلب؛ لذا كل التوجهات الحديثة في الطب النفسي تحتم أن يجرى تخطيط للقلب، على الأقل مرة في السنة، أو مرة كل ستة أشهر، وهذا فحص بسيط جدا، وأنا متأكد أن الطبيب المعالج مدرك لهذا الأمر.

هذا الأخ أيضا يجب أن نساعده بالمساعدات العلاجية غير الدوائية، بأن نشعره بأنه عضو فعال في الأسرة، أن نجعله يشارك بأفكاره، أن يكون جزءا حقيقيا في الأسرة، لا نتجاهله، لا نقلص من دوره الاجتماعي، نجعله يشارك في المناسبات الاجتماعية، نعطي له بعض المهام في الأسرة، هذا كله مهم.

نجعله أيضا يمارس أي رياضة كرياضة المشي، يحافظ على صلواته، يكون له ورد من القرآن، يقرأ الأشياء المفيدة، هذه كلها حقيقة تصرف انتباهه عن هذه الظنانيات والمعتقدات الخاطئة، وكذلك الهلاوس.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات