السؤال
السلام عليكم
أنا أحب أهلي، وأعاملهم بما أوصانا به الرسول -عليه السلام- لكن نظرا لطفولتي مع أهلي؛ حيث أمي كانت صارمة، ولم أذق حنان الأم، كانت عنيفة جدا، وتوبخني طوال الوقت، حتى عندما كبرت دائما تصرخ في وجهي، لكن تغير كل شيء عند زواجي، زوجي أعطاني الحنان الذي لم أجده في أمي، ويتعامل معي بالحسنى، وبدأت أحس أنني أحبه أكثر من أهلي، وهذا يحسسني بتأنيب الضمير، ولا أستطيع التخلص من هذا الإحساس؛ لدرجة لم أعد أتحمل الذهاب لبيت أهلي؛ لأني أرتاح مع زوجي فقط، وأنا خائفة أن أكون أرتكب خطأ مع الله، لكنه إحساس فوق طاقتي؛ لأن زوجي عوضني عن الحنان والحب الذي لم أعشه مع أهلي!
وبالرغم أنني لا أبين هذا لأهلي، ألاحظ على أمي أن حبي لزوجي أمر يزعجها، مع العلم أنني أهتم بها، وأبر بها، وأعاملها جيدا، ولا أحسسها أنني أحبه أكثر منها!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نايلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك - ابنتنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب.
نسأل الله تعالى أن يديم المحبة والألفة بينك وبين زوجك، وأن يرزقك بر والديك والإحسان إلى أهلك، وما تجدينه من تأنيب الضمير بسبب حبك لزوجك، وتفضيله على أهلك، هو مؤشر إيجابي؛ يدل على رقة في مشاعرك وحسن في ديانتك، وسمو وعلو في أخلاقك، فنسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله، وأن يصلح أحوالك كلها.
ونحن نبشرك - ابنتنا الكريمة - بأن حبك لزوجك وتعلقك به ليس محرما، وليس إثما، بل أمر يحبه الله تعالى، ويرضى به، فإن الحب بين الزوجين من أهم الأسباب التي تدعو إلى قيام أسرة قوية متينة، ينشأ فيها الأبناء والبنات باستقرار النفس، وهذا من أهم مقاصد الزواج في الإسلام، تحصيل الذرية الصالحة الطيبة؛ ولهذا يأمر الشرع بكل الأسباب التي تحبب المرأة إلى زوجها، ويرغب في المرأة التي تحسن التبعل والتودد والتحبب إلى زوجها، ويصف نساء الجنة بأنهن عربا - أي متجملات لأزواجهن، متحببات إليهم - فليس في علاقتك مع زوجك ما يدعو إلى القلق أبدا.
بل نحن ننصحك بأن تزيدي من كل ما يدعوك إلى مزيد من الحب لزوجك وحبه لك، وأن تحرصي على ذلك تمام الحرص، وفي المقابل عليك أن تقومي بالبر بالوالدين، بالبر الفرض الواجب، وأن تكثري أيضا من برهما البر المستحب، بأن تحرصي على إدخال السرور على قلبيهما بما استطعت، وسيعينك الله تعالى على ذلك.
ولا تقلقي بشأن غيرة أمك بسبب ما تراه من حبك لزوجك؛ فهذا أمر متفهم؛ فإنها تحبك أيضا هي، وإذا وجدت شخصا يزاحمها في هذا الحب فإنها قد تنزعج، ولكن هذا لا يضرك لا في دينك ولا في دنياك؛ فاحرصي أنت على برها والإحسان إليها، مع حرصك على تطوير العلاقة وزيادة المحبة بينك وبين زوجك.
نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.