الزواج من امرأة بدون رضا والدها

0 1

السؤال

السلام عليكم.

لدي صديقة مقربة مني لأكثر من ١٠ سنوات، أي من قبل زواجي، وزوجتي على علم بها؛ لأنها صداقة بريئة، لا يتخللها شيء، حياتها مع أهلها صعبة جدا، وقد أجبرت على الزواج من شخص لا تحبه، وتقبلت الأمر، ولكنها لم توفق في حياتها، وحصل الطلاق، وعندها طفل، وأبوها أجبرها على الزواج مرة أخرى، والآن هي تعاني من مشاكل وقضية في المحكمة؛ فهي تريد الطلاق، لأن زوجها كان يضربها ضربا مبرحا بدون سبب.

حاليا هي تجلس في بيت أبيها، معه ومع زوجته المتسلطة، كما أنه لا يصرف عليها، وفي المقابل يرفض أن تعمل، ويريد إرجاعها لزوجها رغما عنها، ولكنها لا تريد، ولا أخفيكم أنني أفكر بالزواج منها، بعد طلاقها من زوجها، واقترحت عليها الموضوع، وهي رحبت بذلك، غير أن العائق هو والدها، فما حكم الشرع فيما لو أنها هربت وتزوجتها، هل سيكون علينا إثم؟ فأبوها صعب، ودائما ما يقف في وجه سعادة ابنته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أيها الأخ الفاضل- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقكم، وأن يصلح الأحوال، وأن يقدر لهذه المرأة المذكورة الخير، ثم يرضيها به.

نحن بداية نتحفظ على مسألة وجود صداقة بين رجل وامرأة، ونتمنى إذا كان لك رغبة في مساعدتها أن يكون ذلك عن طريق إحدى أخواتك، أو محارمك، أو حتى زوجتك -إذا كانت تتفهم هذا الأمر-، ونسأل الله أن يعينك على بذل المعروف.

وحقيقة نحن لا نؤيد أن يتم الزواج عن طريق الهروب، أو دون علم والدها ودون موافقته؛ لأن سلطانه عليها سيستمر، وعداؤه لها لن يتوقف، ولن يكون هناك مصلحة في زواج تخالف فيه ولي أمرها، ولكن في المقابل أرجو أن تجد من الدعاة، والعلماء، والفضلاء، والعقلاء، والوجهاء من يستطيع أن يتكلم بلسانها، ويبحث لها عن حل لمشكلتها، ولن تعدموا أمثال هؤلاء الخيرين، كما أرجو أيضا إن كان لها أعمام أو عمات أن تدخلهم ليتكلموا مع والدها، وكذلك أيضا عليها أن تحسن التعامل مع الوالد، وتحسن عرض ما عندها، ونسأل الله أن يعينها على تجاوز هذه الصعاب.

نوصيك أيضا بأن توقف أي تواصل معها، والذي فهمناه أنها في قضية طلاق، ولكن لا تزال هي في عصمة الزوج، وبالتالي فإن هذا يعتبر نوعا من التخبيب؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من خبب امرأة على زوجها"، فإن مجرد التفكير في الزواج وهي في عصمة رجل آخر هذا يسبب إشكالا، وقد يكون هو سبب نفورها وبعدها، وعليه أرجو أن تتوقف كل هذه الاتصالات، وإذا أردت أن تعاونها فليكن ذلك عن طريق إخوانها، أو محرم من محارمها، أو عن طريق أخواتك، أو عماتك، أو خالاتك.

أما التواصل المباشر بينكما، فليس في الشرع ما يبيح لك مثل هذا التواصل، وخاصة مع وجود هذا الميل، ولا توجد صداقة بريئة -كما تقول أنت-، بل الشريعة تباعد بين أنفاس النساء وأنفاس الرجال، وهي أجنبية عنك، وهي زوجة لرجل آخر -كما فهمنا-، حتى يحدث الطلاق، وحتى تنتهي العدة إذا حصل الطلاق، فهي لا تزال في عصمة ذلك الزوج.

ونسأل الله أن يعينك على الاحتكام للشرع في كل تعاملاتك، كما نحيي رغبتك في الخير، وحرصك على المساعدة، ونتمنى أن تكون كل الخطوات التي تقوم بها محكومة بقواعد وضوابط الشرع الحنيف، الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، ونسأل الله أن يعيننا جميعا على فعل الخير، وأن يلهمنا السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات