أخشى على خطيبي وأخاف أن لا يأتي يوم زواجنا!

0 5

السؤال

السلام عليكم.

أنا فلسطينية، تمت خطبتي على شاب لم أر مثله؛ محب، وفي، ناضج، المشكلة أننا نعيش تحت الاحتلال، ولدينا مشاكل مادية كثيرة، لذلك يضطر أحيانا أن يعمل في الداخل المحتل، وكثيرا ما تراودني فكرة أنه -لا قدر الله- سيقتله اليهود، وباقي على العرس ٤ أشهر، وهذه الهواجس لا تزول عني، ودائما ما تنتابني فكرة أن يوم زواجي لن يأتي، أو أنه سيحدث شيء يفسده، وهذه الأفكار كلها تنتابني رغما عني، وخاصة أننا نعيش تحت محتل، ولا يلقي بالا حين يرمي الرصاص على أحد، وخوفي على خطيبي يكاد أن يؤثر على علاقتنا؛ لأنني فعليا أصبحت أتصل عليه كثيرا لأطمئن عليه؛ مما جعله يزهق، ولكنني خائفة عليه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Doaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أولا أن يعجل بنصر أهلنا في فلسطين بنصر من عنده، وبجند من جنده، وأن يحفظ جميع أهلنا، شبابا، وشيبا، صغارا وكبارا، وأن يرينا فيمن عاداهم وظلمهم يوما أسود كيوم فرعون، وهامان، وقارون.

أؤكد لك أن الإنسان لن يموت إلا بأجله، وهذا الخوف الحاصل ينبغي أن نتجاوزه؛ لأن الأمر بيد الله، وهذا الكون ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده الله، ودخول الإنسان في الصعاب، أو وجوده في أماكن المشاكل لا يقصر أجلا، كما أن حب السلامة لا يطيل عمرا، فلكل أجل كتاب.

والإنسان لا ينبغي أن يفكر بهذه الطريقة، بل ينبغي أن يمضي في حياته، وأن يتوكل على الله تبارك وتعالى، مستعينا به، ولن يموت إنسان حتى المقتول إلا بالأجل الذي قدره الله، فإذا كان الأمر كذلك، فإن الخوف الزائد ليس في مكانه، بل ما ينبغي أن نظن أن الذي يجاهد أو يذهب سيموت، وأن الذي يحب السلامة سيبتعد ويسلم؛ فحب السلامة لا يطيل عمرا، كما أن الدخول في الصعاب لا يقصر أجلا.

فاستعيني بالله، وتوكلي عليه، وأملي بما يسرك، وأكثري من الدعاء لنفسك ولزوجك، ولأهلنا جميعا، نسأل الله أن يحفظهم، وأن يلهمنا جميعا السداد والرشاد، وأن يعيننا على الوفاء بالقيام بواجبنا تجاه أهلنا في فلسطين، الذين يرابطون حول أقصانا المبارك، ونسأله -تبارك وتعالى- أن يرينا فيمن ظلمهم يوما أسود؛ كيوم فرعون، وهامان، وقارون، وأن يعيد الأمن والأمان والطمأنينة إلى ديار المسلمين جميعا، وأن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكما على الخير، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ونحن لا نريد أن تواصلي هذا الخوف الزائد، بل نريد أن تتخلصي منه متوكلة على الله، ونتفهم الضيق الذي يحصل؛ لأننا ينبغي أن نوقن أن الأمر بيد الله، فتوجهي إلى الله الذي بيده مقاليد كل شيء، وهو على كل شيء قدير، واسأليه الحفظ له ولغيره من أهلنا الأحباب في فلسطين، وفي كل مكان.

والله الحافظ والناصر.

مواد ذات صلة

الاستشارات