السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوجتي ناشز، ونشوزها كبير، وطلبت الطلاق مقابل أنها لا تريد شيئا مني، وافقت لأنها لا تنام في المنزل.
بعد ذلك تزوجت من رجل آخر وأخذت كل شيء معها حتى الطفل، وتمنعني من رؤيته، وأنا أعيش في بلد علماني، والبلد لا يطبق شرع الله، وزوجتي تضع لي شروطا حتى أرى الطفل لمدة ساعة كل شهر.
ما هو حقي أمام الله من هذا الطفل ومن مصروفه؟ علما أني لا أستطيع الاقتراب منه بسبب الشرطة العلمانية، كرهت الطفل بسبب عناد أمه ومحاربتها لي بطفلي، وأشعر بالذنب بسبب تقصيري مع الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الابن الكريم والأخ الفاضل- ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على مشاعر نبيلة، ورغبة في الخير، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي هذه الزوجة، وأن يقر عينك بصلاح هذا الابن، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
لا خوف عليك، بل الخوف عليها، نسأل الله أن يردها إلى الحق والخير والصواب، وربنا العظيم العدل الرحيم لا يكلف الإنسان فوق طاقته، قال تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}، وقال سبحانه: {لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها}، وإذا كان هناك مجال للتواصل مع هذا الابن أو إرسال المصروف له، فعليك القيام بهذا الواجب، وسيأتي اليوم الذي يعرف فيه قيمة والده، ويعود إليه ويكون وفيا، كما أن الإحسان له أثر كبير.
فقيامك بمساعدته والسؤال عنه -ولو عن بعد- وإرسال المصروف اللازم له، هذا كله مما يؤثر على كل من حول المرأة وحول هذا الابن، ونسأل الله أن يعيد بلاد المسلمين إلى الحق، وإلى الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، لأن الشريعة لا تبيح لها هذا التحكم في هذا الطفل، إذا كانت هي أما فأنت أب، ولكن الإنسان ينبغي أن يقدم ما عليه ويبذل كل ما يستطيع بذله، إذا أدى الإنسان ما عليه وكرر المحاولات، وقام بما عليه، فقد رفع عن نفسه الوزر، وقام بما عليه.
والإحسان دائما له أثر كبير جدا، إذا كان الطفل اليوم صغيرا، فغدا سيعرف أن الوالد كان يتواصل معه، ويقوم بواجبه، وإذا كانت هي تحرضه ضدك فأنت حرضه على برها، وادعه إلى أن يطيع والدته، واجتهد دائما في إيصال الرسائل الإيجابية، لأن هذا هو الذي نسأل عنه، فزوجتك هذه ستسأل عن تقصيرها في حقك وفي حق الطفل، وأنت ستسأل إذا قصرت.
فأحسن لتنجو بين يدي الله تبارك وتعالى، ولا تقابل إساءتها بالإساءة، واستعن بالله وتوكل عليه، ونسأل الله أن يعينك على الخير وأن يقر عينك بصلاح هذا الابن، وبمعرفته لفضل والده، وأن يجمع بينك وبين هذا الطفل في الحق والخير، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
والله الموفق.