كيفية إقناع من يحب بأن فارق السن ليس مشكلة في الزواج

0 302

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب عمري 24 سنة، وأريد الزواج على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وبالرغم من أن الحالة المالية لا تسمح، ولكني متوكل على الله وعاقد العزم على الزواج، حتى لو أقمت مع أهلي في بيت واحد ولو مؤقتا.

والحمد لله أعرف فتاة وأريدها شريكة لحياتي، وهي تكبرني بما يعادل 4 أو 5 سنوات، والحمد لله بتوفيق من الله أقنعتها في بداية الأمر بأن مسألة العمر ليست مشكلة، وبأني أريدها ولا يهمني العمر، وهي أحسبها من أصحاب العقل والدين ولله الحمد.

ولكن الآن تواجهني مشكلة، وهي أنها غيرت رأيها لا لشيء إلا لأنها أخبرت صديقاتها عن هذا الأمر وهو مسألة العمر، فقالوا لها بأنه وبعد فترة عندما تكبرين في السن سوف يتزوج عليك، ولن تنجح علاقتكم، وكأنهم هم الذين يعلمون الغيب! وكأنهم يعلمون بأني سوف أعيش لأتزوج عليها! وبدأوا يذكرون لها حالات مماثلة لهذا الشيء.

وقد اقتنعت هي بهذا القول، لكنهم لم يذكروا لها الحالات التي كانت إيجابية، علما بأننا قد تكلمنا في هذا الموضوع كلاما مفصلا، وأكدت لها بأني لن أتزوج عليها ما أحياني الله، وقطعت لها عهدا وكان الشاهد على هذا العهد هو الله عز وجل! وهي رضت به شاهدا وهو خير الشاهدين.

وأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل! علما بأن الفتاة تريدني زوجا لها، ولكن خوفها من هذه المسألة وهي زواجي عليها هو الذي يمنعها، وأيضا خوفها من أن والدها قد لا يوافق، ولكني قلت لها بأني مستعد للذهاب إلى أبيها وأن أكلمه، ولكن إلى الآن ما زالت هي على رأيها.

بالله عليكم، قدموا لي النصيحة ولها أيضا، علما بأني سوف أطبع هذه الاستشارة وأعطيها منها نسخة، فبالله عليكم قولوا لها القول الذي ترونه مناسبا، علما بأني صليت صلاة الاستخارة، وما زلت أصلي إلى الآن وأشعر براحة تامة تجاه هذه الفتاة.

وأقولها لكم: والله دائما أدعو الله في كل صلاة تقريبا بأن يجمعني بها الله على سنته في الدنيا وفي الفردوس في الآخرة، (وأيضا دائما أدعو الله إن لم يجمعني بها في الدنيا أن يجمعني بها في الآخرة في الفردوس).

علما بأننا تواعدنا أنا وهي إذا لم يجمعنا الله في الدنيا فإنه في الآخرة - إن شاء الله - فقالت لي وأقسمت بالله بأن تختارني أنا في الآخرة في الجنة -إن شاء الله- وأنا أيضا كنت على نفس العهد وإلى الآن.

ودائما أدعو الله أن يجمعني بها في الدنيا والآخرة ( أو في الآخرة حتى وإن لم تكن لي في الدنيا ) فهل يجوز هذا العهد أم لا يجوز؟ بالله عليكم أن تمعنوا في كلامي هذا، وناصحوني وفقكم الله، وقدموا كلمة للفتاة بالله عليكم، كلمة موجهة لها هي بالله عليكم، وسوف أوصلها إليها -إن شاء الله-.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ آسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يلهمك السداد، وأن يجمع بينكما على الخير والبر والرشاد.

فإن الله تبارك وتعالى يجمع في جنته بين أهل الصلاح والتقوى وذرياتهم، قال تعالى: ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم )[الطور:21] ومن أصدق من الله قيلا وحديثا، والمرأة في الجنة مع أفضل أزواجها، إن كان لها أكثر من زوج في حياتها الدنيا.

وأرجو أن تعرف هذه الفتاة أن كلام الناس لا ينتهي، وأن رضاهم غاية لا تدرك، وأن المسلمة تتقدم وتتأخر حسب أحكام الشرع، فإذا كان هذا الشاب صاحب دين وأخلاق، ووجدت في نفسك ميلا إليه، فلا تترددي في القبول به، واطلبي منه أن يتقدم ويطرق الباب، ويحول هذه الرغبة إلى علاقة شرعية، فإننا لا نحب مناقشة مثل هذه الأمور قبل علم الأهل وموافقتهم، فهم أحرص الناس على مصلحتك.

أما أنت أيها السائل الكريم، فعليك بعرض الأمر على أسرتك، وأرجو أن يتقدموا بين يديك ليطلبوا لك هذه الفتاة، وبذلك يحصل التعارف، وتفوت الفرص على المخربين، وتنال بذلك رضى رب العالمين، الذي يريد للبيوت أن تؤسس على التقى والإيمان، والوضوح واليقين.

أما ما حصل بينكما من عقد وعهد بعدم التزوج، فذلك أمر يخصكما، وكنا نتمنى أن لا يحصل، فإن الزواج بالثانية والثالثة من شريعة الله، وقد تحتاج لذلك مستقبلا، وعلى كل حال فالمسلمون على شروطهم.

ونسأل الله أن يقدر لكما الخير حيث كان وأن يرضيكما به.

مواد ذات صلة

الاستشارات