مشاكل عائلية تجبرني على الخروج من المنزل، فما توجيهكم؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة، مشكلتي تتعلق بوالدي، فهما في صراعات منذ 6 سنوات، لدرجة الخصام الطويل الذي يصل لستة أشهر، والتلفظ بألفاظ نابية، ومنحطة، وتجد كليهما يهدد بالطلاق وترك الآخر.

لقد تعبت نفسيا، وحاليا أبي غادر المنزل منذ عام، فإذا بنا نفاجأ بأن أمي قررت أن تعيده للمنزل، وتفرض علينا أن نتقبل قرارها، ونحترمه.

نحن 4 إخوة، أخي الصغير حاول الانتحار بسبب هذه المشاكل، وأنا مرضت نفسيا، مع العلم أن أمي تلزمني بأداء أشغال البيت كلها، ولا تساعدني، ولقد تعبت والله، فهل يجوز لي الذهاب للسكن مع أخي الكبير الذي يقطن في مدينة أخرى، حتى وإن رفضت أمي ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام بأمر الوالدين، ونسأل الله أن يجمع بينهما، وأن يؤلف قلوبهما، وأن يلهمهما السداد والرشاد، وأن يهدي الوالد والوالدة إلى أحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

بداية نحب أن نؤكد أن ما يحصل بين الوالدين من نفور لا يؤثر على ما لهما من الحقوق، فكوني بارة بأمك، وبارة بوالدك، واسألي الله دائما أن يجمع بينهما في الخير، وعلى الخير، وإذا كنت مع الوالدة فاذكريها واشكريها، واحرصي على طاعتها، وإذا جاء الوالد فأكرميه، وأحسني في طاعته، وتقربي إلى الله تبارك وتعالى ببره، واجتهدي دائما في أن تكوني عونا لإخوانك على مواجهة مثل هذه الصعوبات.

ونحن نقدر الألم، والصعوبة، والإشكال الذي يحصل للأبناء في حال استمرار المشاكل بين الوالد والوالدة، ونسأل الله أن يعين الوالد والوالدة على الخير، وأن يجعلهم يتفهمون الأثر النفسي الخطير الذي يمكن أن يحدث للأبناء والبنات.

أما بالنسبة لخروجك من البيت: فلا نؤيد الفكرة، وخاصة مع رفض الوالدة، ولكن نتمنى أن يكون لشقيقك الأكبر دور في الإصلاح، ودور في تفهم المعاناة التي يمكن أن تقابل الأبناء والبنات، في حال استمرار مثل هذه المشاكل.

أما إذا جاء هذا الاقتراح من الأخ، وقبلت الوالدة بأن تكوني معه لبعض الوقت، فأرجو أن لا يكون في ذلك حرج، شريطة أن يكون هو الذي يطلب، وهذا أيضا مرتبط بعدم احتياج الوالدة لك.

أما إذا كانت تحتاج إلى خدماتك، والقيام بالمهام التي تقومين بها، وليس هناك من يقوم بها في حال غيابك، فصبرك على الوالدة، واجتهادك في خدمتها، والحرص على إرضائها هو الذي سيقربك إلى الله، ونسأل الله أن يرزقك برها، وأن يعينك على الخير، وأن يعينك على كل أمر يرضيه.

ونحن نشكر لك هذه المشاعر، ونتمنى أن تكوني إلى جوار إخوانك، وخاصة هذا الصغير الذي يحاول الانتحار، فهو بحاجة إلى نصحك، وبحاجة إلى أن تكوني له كالأم في رعايتها وتوجيهها، ونحن نشعر بكمال عقلك ونضجك من خلال هذا التواصل، وبهذا السؤال المهم، فسدي مكان الأم، وكوني لطيفة مع إخوانك، واطلبي منهم الدعاء للوالد والوالدة، وشجعيهم على الصبر والثبات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على كل أمر يرضيه، وأن يؤلف القلوب، وأن يغفر الزلات والذنوب.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات