السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقدم لخطبتي شخص، تمت الخطبة بعد الاستخارة، وبعد فترة رجعت لإعادة صلاة الاستخارة، فأصبحت أشعر بالضيق وعدم تقبله، ومهما أعدت صلاة الاستخارة لا يتغير شيء! ماذا أفعل؟ فمهما حاولت تجاهل ذلك الشعور ومحاولة تقبله لا أستطيع؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Miral حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة-، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأن يجمع بينك وبين الشاب المذكور على الخير.
بداية: العبرة بالانطباع الذي حصل في البداية، فإذا حصل ارتياح وانشراح ورضا وقبول لهذا الشاب وكان القبول مشتركا، ولم يكن في الشاب عيوب ظاهرة، وكان صاحب دين وخلق، فأرجو أن يبقى هذا الشعور الجميل، وتستمري عليه، ولا تلتفتي لما حدث بعد ذلك؛ لأن الشيطان أصلا لا يريد لنا الحلال ولا يريد لنا الخير.
وإذا كان هناك ثمة عيوب يظهرها لك هذا العدو ثم مظاهر أو مخاوف من بعض الأشياء، فأرجو أن تعلمي أن الفتاة لا يمكن أن تفوز بشاب لا عيوب فيه، ولا نقائص، كما أنك لست خالية من النقائص والعيوب، فنحن رجالا ونساء بشر، والنقص يطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة، فنسأل الله أن يعينك على إكمال هذا المشوار.
ونؤكد أيضا أن مرحلة الخطبة هي مرحلة لمزيد من التعارف، والخطبة هي فترة للاختبار ولمزيد من المعرفة، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، ولا التوسع معها في الكلام.
وعليه أرجو أن تستفيدي من فترة الخطبة، وأن تطردي المشاعر السالبة، وأن تجتهدي في حشد الإيجابيات التي دفعتك للقبول به، ودائما إذا ذكرك الشيطان بالسلبيات، فتذكري الإيجابيات وتذكري أننا بشر وأن النقص يطاردنا، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
ومما نحب أن ننبه له أهمية إشراك الأهل في التعرف إليه والمعرفة به، واعلمي أن رأي الأهل مهم في مثل هذه المسائل؛ خاصة محارمك من الرجال، فالرجال أعرف بالرجال، نسأل الله أن يقدر لك الخير وأن يجمع بينك وبينه على الخير، ونحن لا نؤيد فكرة الرجوع واستسهال هذا الأمر؛ لأن المتضرر الأول من فسخ الخطبة هي الفتاة، والانفصال المتكرر للخطبة يحجب الآخرين عن الدخول إلى البيت، أو محاولة السؤال وطرق الأبواب، وهذا الضرر فيه كبير لأي فتاة.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.