السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست أدري هل يجب طرح سؤالي في قسم الفتوى أو الاستشارات، فهل هذا من الغلو في الدين أم لا؟
أنا شاب أبلغ من العمر 19 عاما، طالب في الثانوية العامة وتبقى على امتحاناتي شهران، في الأعوام السابقة كنت من المتفوقين، وهذا العام أصبحت مختلفا، فكلما جاء موعد المذاكرة وحاولت حل أي مسألة لا يمكنني التركيز، وأحيانا أتذكر الذنوب وأترك المذاكرة، وأستغفر الله وأتركها وأدعو الله، وأحيانا تحدثني نفسي بترك المذاكرة والانشغال بذكر الله، أشعر وكأنه يجب علي ذكر الله في كل لحظة، وهذا يؤثر علي في كثير من الأمور ومنها المذاكرة.
أشاهد بعض الحصص الدراسية على الإنترنت وفي وقتها أذكر الله فينشغل تركيزي عن المذاكرة، وقبل حل أي سؤال أذكر الله، وأقول بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم أبدأ في حل الأسئلة، ثم أتوقف وأذكر الله وأتوكل من جديد، وهكذا في العديد من المرات، وهذا الشيء يجعلني أترك حل الواجبات، وأحيانا أذهب إلى الدرس والواجب غير مكتمل، وهذا الأمر يسبب لي المشاكل، جعلني كل هذا أقصر في مذاكرتي وأمور أخرى بشكل كبير، ودرجاتي صارت أقل من المعتاد، وأصبحت أترك الدروس ولا أشاهدها وهذا الأمر أثر علي بشكل كبير، فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حازم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يبدو أنك تمر بمرحلة صعبة ومليئة بالتحديات، خاصة مع اقتراب الامتحانات وشعورك بالقلق والتشتت، الحالة التي تصفها تشير إلى وجود مستوى من القلق يؤثر على قدرتك على التركيز والأداء الأكاديمي، فيما يتعلق بتكرار ذكر الله والاستغفار أثناء المذاكرة، هذا قد يكون محاولة منك للبحث عن الطمأنينة والسكينة.
من منظور نفسي، قد يكون ما تشعر به هو نوع من القلق الذي يظهر في شكل تكرار الأفعال أو الأذكار بشكل يؤثر على الأداء اليومي، من الناحية الدينية، الإسلام يعلمنا التوازن في كل شيء، وأن نجعل لكل جانب من جوانب حياتنا حقه.
إليك بعض النصائح التي تجمع بين الإرشادات النفسية والإسلامية لمساعدتك على التغلب على هذه التحديات:
• حاول أن تضع جدولا يوميا للمذاكرة يتضمن أوقاتا محددة للراحة والعبادة، قسم وقتك بين المذاكرة، الصلاة، قراءة القرآن، والراحة بشكل يحفظ التوازن.
• الوساوس هي أفكار متكررة ومزعجة لا أساس لها من الصحة، بينما الأفكار الطبيعية هي أفكار عابرة قد تخطر على بالنا دون أن تسبب لنا قلقا أو توترا.
• أفضل طريقة للتعامل مع الوساوس هي تجاهلها وعدم الاهتمام بها، كلما حاولت محاربة الوسوسة أو مقاومتها، زادت قوتها، حاول أن تصرف انتباهك عنها بشيء آخر، مثل المذاكرة، أو ممارسة الرياضة، أو قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء.
• حاول أن تبدأ بمهام بسيطة وقصيرة، وتدرج في الصعوبة والطول، استخدم تقنيات كالتوكل على الله بنية صافية قبل بدء الدراسة ولا تكرر الذكر بشكل يؤدي إلى التشتت، خصص وقتا محددا للمذاكرة كل يوم، وقسم هذا الوقت إلى فترات قصيرة، 25 دقيقة على سبيل المثال مع فترات راحة قصيرة بينها.
• ابحث عن مكان هادئ ومريح للمذاكرة بعيدا عن المشتتات، مثل التلفزيون والهاتف المحمول.
• قلة النوم تزيد من صعوبة التركيز، تأكد من حصولك على 7 - 8 ساعات من النوم كل ليلة.
• ممارسة الرياضة بانتظام تحسن الرياضة من وظائف الدماغ، وتزيد من قدرتك على التركيز، حاول ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل 3 مرات في الأسبوع.
• تأكد من تناول طعام صحي ومتوازن غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، تجنب الأطعمة الغنية بالسكر والدهون المشبعة، فهذه الأطعمة يمكن أن تقلل من قدرتك على التركيز.
• ذكر الله والاستغفار: هما من الأعمال التي تجلب السكينة والطمأنينة، يمكنك تخصيص أوقات محددة للذكر والدعاء بين جلسات المذاكرة بدلا من تقطيع وقت الدراسة، يقول الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد 28]، واستخدم هذه الآية كتذكير بأهمية الذكر في جلب الطمأنينة، ولكن أيضا بأهمية السعي والعمل.
• لا تتردد في طلب المساعدة من مستشار نفسي أو أكاديمي لمساعدتك على تطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع القلق وتحسين التركيز.
أسأل الله أن ييسر لك أمورك، ويعينك على تحقيق التوازن والنجاح في دراستك وحياتك العامة.