هل سيعوضني الله خيرًا إن تبت من علاقتي بالفتاة التي أحبها؟

0 33

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعدكم الله وجزاكم خيرا على كل معلومة قيمة قدمتموها لنا على مر السنين،،، أما بعد:
فسأقول لكم إنني أهلكتني ذنوبي!

أنا شاب عمري 22 سنة، تعرفت إلى فتاة منذ 3 سنوات، كانت تدرس معي في الجامعة، أعجبت بها، فذهبت لها، وطلبت منها رقم هاتفها، وحسابها على مواقع التواصل الاجتماعي.

بعد ذلك تكلمنا عدة أشهر حتى تعلقنا ببعضنا؛ لدرجة أني عشقتها إلى حد الجنون، كنت أشعر أن حبي لها فيه فائدة، وأنه شيء صالح، و...إلخ، ولكن بعد تسعة أشهر، نصحني صديقي بأن أترك العلاقة؛ لأنها ليس فيها فائدة، وأنها مضيعة لوقتي ولديني ودنياي!

عملت بنصيحته، وقلت للفتاة من دون خوف ما سيحصل، قلت لها: إني أخاف الله، وإني نادم على فعلتي هذه، وإنه يجب علينا أن لا نتكلم ثانية، فوافقت الفتاة على ما قلته لها، ولم نتكلم بعدها لمدة أسبوعين.

بعد أسبوعين رأيت الفتاة ضعفت، ذهبت لها وتكلمنا مرة ثانية، فبعد هذه المدة بدأ الشيطان يزين لنا هذه العلاقة المحرمة، بدأت أطلبها أن تصلي في الوقت، وأدعوها أن تكمل وردها اليومي من القرآن؛ ظنا بأننا على خير، وأننا نحب الخير لبعض ( يا ليت أني كنت واعيا بذنوبي من قبل، يا ليت انشقت الأرض وبلعتني على جهلي، وتفريطي في أمري).

المهم أنه بعد سنتين ونصف وعدت الفتاة أننا سنتزوج -بإذن الله- ،ولكن بعد مدة تداركت أني خسرت نفسي وقيمتي معها؛ لأني عشقتها لحد العبودية -أستغفر الله- فقد كانت هي أكبر همي حرفيا، كنت أفكر فيها أكثر مما أفكر في مستقبلي وتفريطي في ديني!

أريد أن أتوب؛ لأنني أرهقت نفسي بنفسي، وأريد أن أتخلص من هذه العلاقة، لأني أريد أن أحب الله وحده، وأخلص له وقتي في عبادته وطاعته، وأبتعد عن الحرام.

لم أزن بالفتاة قط، ولم ألمسها إلا مرة أو مرتين في حياتي؛ حيث صافحتها.

أشعر أن لها حقا علي؛ حيث وعدتها بالزواج، أخاف أن أتركها وأكون ظالما لها؛ لأنني وعدتها بالزواج!

بعد فترة أدركت أني لا أريد أن أتزوجها؛ لأني سئمت من هذه العلاقة؛ ولأني أخاف أن أتزوجها، وأفاجأ بعدم وجود بركة، وكل ما تمنيته طول السنين.

أريد أن أتوب، ولكن في بعض الأحيان أفكر في ذاتي، هل سيعوضني الله بعد تركي لهذه العلاقة؟ هل سيعوضني حلالا أم لا؟

أعلم أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، لكن مخاوفي كثرت، وذنوبي كثرت، أصبحت خائفا من أنه لا يقبلني الله وأنا أريده أنه يقربني منه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا -ابننا- في الموقع، ونسأل الله أن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال؛ فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو، وأن يهدي شباب المسلمين وفتياتهم وأن يلهمهم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

من ترك شيئا لله، أكرر: "لله" عوضه الله خيرا، إن تصدق الله يصدقك، وطريق الصدق يبدأ بتوبة نصوح، والتوبة النصوح من شرائطها الإخلاص، وأن تكون لله، الصدق فيها مع الله، التوقف فورا عن هذه العلاقة، والندم على ما حصل، والعزم على عدم العود، والإكثار من الحسنات الماحية، والحسنات يذهبن السيئات.

ومن دلائل الصدق والقبول التخلص من كل ما يذكرك بالفتاة، وكل ما يربطك بها، إذا تبت وصدقت في توبتك وأوبتك ورجوعك إلى الله -تبارك وتعالى- فلا مانع بعد التوبة النصوح من أن تقبل بالفتاة أو غيرها، شريطة أن يكون ذلك عبر المجيء إلى البيوت من أبوابها، ومقابلة أهلها ومحارمها؛ لأن هذا هو المدخل الوحيد الشرعي الذي تقبله هذه الشريعة، أن يأتي من يريد الزواج بأي فتاة إلى دارها من الباب، ويقابل أهلها الأحباب، ويأتي بأهله ويحصل التعارف، فإذا وجد الوفاق والاتفاق والميل المشترك، فلا مانع عند ذلك من إكمال المشوار، ولم ير للمتحابين مثل النكاح.

هذا الذي حدث أكرر يحتاج إلى توبة، والشيطان سيذكرك بما حصل، وربما يشوقك إلى العودة، فاحذر من كيد الشيطان، واحذر من حبائل الشيطان، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الثبات.

إذا مسيرة التصحيح تبدأ بتوبة نصوح، والتوبة من شرائطها التوقف عن هذا العبث، ونحذرك من توبة الكذابين، وهي: أن يتوب الإنسان باللسان، ويظل القلب متعلقا بالمعصية، متذكرا لأيامها، مصطحبا لذكرياتها ومواقفها وأرقام تواصلها، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

والخوف من الذنوب في مكانه، وللذنوب شؤمها، وللمعاصي شؤمها وثمارها المرة؛ فإن للمعصية ظلمة في الوجه وضيقا في الصدر، وبغضة في قلوب الخلق، وتقتيرا في الرزق، كما أن للطاعة إشراقا في الوجه، وانشراحا في الصدر، فيها العون على كل خير وطاعة لله، نسأل الله أن يعينك على الخير.

وأرجو أن تبدأ -كما قلنا- بالتوبة النصوح، ثم بعد ذلك إذا أردت أن تستأنف حياة شرعية أو تأسيس أسرة ربانية، فلا بد أن تكون الخطوات صحيحة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات