لا أحب قبول هدايا المعلمات وأشعر بالحرج، فكيف أتصرف؟

0 28

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في المدرسة في آخر سنة من المرحلة الدراسية، منذ فترة نادتني معلمتي وأعطتني مبلغا من المال، ورفضته بالطبع، ولكنها أصرت على إعطائي المال، ودفعت مبلغ الامتحانات القادمة من الوزارة، وعلى الأغلب هذا المال ليس منها، بل من أموال التبرعات التي تأتي للمدرسة.

وقبل يومين نادتني معلمة أخرى -ليست معلمتي- وأحرجتني بإعطائي مبلغا من المال كعيدية، وأنا فتاة خجولة، ولا أعرف كيف أتصرف، وقبلت العيدية في النهاية. فهل قبول أخذ المال يعد تصرفا طبيعيا؟ أشعر بالندم والحرج الشديد، وأحدث نفسي لو أنني رفضته، ولكني قبلته بسبب شخصيتي، لا أعلم كيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شعورك بالحرج والندم بعد قبول المال في المواقف التي ذكرتها هو شعور طبيعي، خاصة وأنك تذكرين بأن طبيعتك الخجولة قد تجعلك تشعرين بالإحراج في مثل هذه المواقف، في الإسلام -وكذلك في بعض الثقافات الأخرى- قد يكون من الصعب رفض الهدايا أو المال الذي يقدم بنية حسنة، خاصة إذا كان الشخص الذي يقدمه يصر على ذلك.

من المهم النظر في نوايا الأشخاص الذين قدموا لك المال، إذا كانت المعلمات قد قدمن المال من باب الدعم والتشجيع، خاصة في سياق التعليم وتقديم المساعدة للطلاب، فيمكن اعتبار ذلك جزءا من دعمهن ورعايتهن لطلابهن.

واعتبار النوايا والقصد هنا مهم، كما في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، لذا: إذا كانت نية المعلمات حسنة وهي دعمك ومساعدتك، ولم تشعري بأن هناك أي توقعات أو التزامات مرتبطة بقبول هذه الأموال، فمن الممكن تقبل هذا الدعم برحابة صدر.

بالإضافة إلى ذلك، إذا استمر شعورك بالندم والحرج، يمكنك دائما مناقشة هذه المواقف مع شخص تثقين به، للحصول على نصيحة أو حتى النظر في إعادة المال، إذا شعرت بأن ذلك سيخفف من حرجك.

متى يمكن أن تردي الهدية أو المال؟ يمكن ذلك إذا شعرت أن نية الشخص الذي أعطاك المال نية غير سوية، أو يقصد به المن والأذى، فهنا يمكنك عدم قبول الهدية، أما ما حصل معك من المعلمات الفاضلات فليس من هذا الباب.

أما من الناحية النفسية، فمن الطبيعي الشعور بالضغط الاجتماعي في مثل هذه المواقف، خاصة إذا كان الشخص خجولا أو يجد صعوبة في رفض الطلبات، يمكن تطوير مهارات التواصل والثقة بالنفس من خلال التدريب والممارسة، وهذا قد يساعدك في المستقبل على التعامل مع مثل هذه المواقف بشكل أفضل.

وفي الختام، تذكري قوله تعالى في القرآن الكريم: {وقل رب زدني علما} [طه: 114]، فالسعي وراء العلم والفهم هو جزء مهم من التطور الشخصي والروحي في الإسلام، لذلك لا تقلقي من مصدر المال الذي رزقك الله إياه، طالما لم يكن من حرام، أو لم يكن على وجه المن والأذى.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات