السؤال
السلام عليكم.
كيف يتعامل الأخ مع الأخت الرافضة لقوامته؟ وتقول له: لست قائما علي وحدك، لك النصح ولا تتدخل أكثر من ذلك؟ مع أن الأب توفي، وتقول: لا حق لك علي إلا بالنصح؟ هل علي إثمها إذا أصرت على ارتكاب معصية كالعمل المختلط، أو التبرج، أو مصاحبة الشباب، ولم أمنعها بالقوة واكتفيت بالنصح؟ هل هناك قول معتبر للعلماء مثلا: إن الأولوية للأخ على أخته؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Imad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أيها الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يوفقك لإصلاح أحوالك وأحوال أختك، وأن يعينك على ذلك، ويهدي أختك ويردها إلى الحق ردا جميلا.
الولاية التي تسأل عنها -أيها الحبيب- إن كنت تقصد ولاية التأديب البدني -الضرب ونحوه-، فهذه ليست لك فيها حق على أختك البالغة الكبيرة، ولكن ينبغي أن تبذل وسعك في نصحها وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، فهذا يشترك فيه جميع المسلمين، وإذا قدرت على تغيير المنكر بالمراتب التي بينها النبي -عليه الصلاة والسلام- فافعل، ولا تتراخ، ولا تتكاسل، فقد قال النبي (ﷺ): من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان.
فإذا قدرت على منع أختك من الإقدام على فعل المعاصي -وخاصة الفواحش- وما يجلب لك ولها العار والشنار في الدنيا، وما يجلب لها العذاب في الآخرة؛ فلا تتراخ في الحيلولة بينها وبين هذه المنكرات، واستعن بكل ما يمكنك الاستعانة به من المؤثرات عليها وإصلاحها، وإن استطعت أن تمنعها دون أن تتعرض أنت لأذى أبلغ من تغيير المنكر؛ فافعل ذلك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لك الخير، وأن يعينك عليه، ولكننا نلفت انتباهك -أيها الحبيب- إلى أن كثيرا من الأشخاص يتغيرون عن سيرتهم، ويرجعون عن معاصيهم، إذا اتبع معهم الأسلوب الحسن في الدعوة، والتذكير، والنصح، والنفوس بطبيعتها مجبولة على حب من أحسن إليها.
فنحن نوصيك بأن تكون رفيقا بأختك، محسنا إليها، واستعمل ما يمكنك من وسائل الإحسان: اللفظي، والمادي، وأن تحاول الإحسان إليها بقضاء حاجاتها، والتودد إليها، وأن تشعرها بأنك إنما تفعل ذلك معها -أي حرصك على منعها من المنكرات- لحبك لها، وحرصك على إصلاح آخرتها، وتجنيبها الوقوع في سخط الله تعالى وعقابه، والحفاظ على مستقبلها، ونحو ذلك من الكلام الذي من شأنه أن يلين قلبها ويوجهه إليك، والكلمة الطيبة صدقة، كما قال النبي (ﷺ).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجري الخير على يديك.