السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
لدي طفلة تبلغ من العمر 12 سنة وتعاني من تخلف عقلي ولادي المنشأ، حيث إن لديها ضمورا في الدماغ، وهي غير قادرة على النطق، فقط تصدر أصواتا مبهمة، ومشيها غير متوازن، مع حول في العين.
تناولت عقار النوتروبيل والانسيفابول لكن حالتها لم تتحسن! وهي تحتاج لرعاية طبية مستمرة.
سؤالي هو: هل يوجد عقار آخر ممكن أن يفيدها ويحسن من حالتها الصحية والعقلية ولو بشكل ملحوظ؟ وما هو هذا العلاج؟
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ يسرى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا شك أن وجود طفل متخلف عقليا، هو نوع من الابتلاء الذي على الإنسان أن يتحمله، وإن شاء الله أنت مأجورة على ذلك.
أما بالنسبة للأدوية التي تعالج التخلف العقلي، فيجب أن أكون صادقا وأمينا معك أيتها الأخت الفاضلة، لا يوجد أي دواء يمكن أن يحسن من الذكاء والقدرات المعرفية لدى الإنسان.
أعرف أن الإنسيفابول والنوتروبيل تعطى في مثل هذه الحالات، ولكن الأمانة تقتضي أن نقول إنها ليست ذات جدوى حقيقية، ربما تؤدي إلى تحسن بسيط جدا، ويكتبها الأطباء في بعض الحالات لمجرد إقناع الأبوين أن هنالك شيئا يمكن أن يحدث.
الانسيفابول والنوتروبيل تساعد في تحسين الذاكرة عند بداية الخرف الأولى، وهي ربما تساعد كبار السن، كما أنها تساعد في حالات فقدان الذاكرة المؤقت المرتبط بارتفاع الحميات ودرجة الحرارة، أو اضطرابات التوازن الغذائي، أما في حالات التخلف العقلي فهي غير مفيدة.
أيتها الأخت الفاضلة: لا يوجد عقار أو دواء يساعد في التخلف العقلي، ولكن توجد أدوية تساعد في علاج اضطرابات المسلك التي تكثر عند الأطفال المتخلفين عقليا، ففيهم من هو كثير الحركة، وفيهم من هو كثير الصراخ، وفيهم من يضرب رأسه بالحائط أو يعض على أسنانه، في مثل هذه الحالات تعطى بعض الأدوية المهدئة مثل الهلوبريادول أو الرزبريدون، وهي تساعد كثيرا في اضطرابات المسلك التي تحدث لدى الأطفال المتخلفين عقليا، أو الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد.
نصيحتي لك أيتها الأخت الفاضلة هي الصبر والاحتساب، كما أنه يمكن أن تساعد هذه الطفلة عن طريق العلاجات السلوكية، وتدريبها على الأشياء البسيطة في الحياة، التدريب والصبر على التدريب، كما أنه يوجد بعض المتخصصين في مساعدة هؤلاء الأطفال عن طريق برامج سلوكية قائمة على تغيير السلوك.
وبالله التوفيق.