السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر بتشتت في الأفكار، ولا أستطيع التفكير بشكل جيد، وأفكاري مضطربة، وتراودني أفكار تقول: أنت غريبة، وعائلتك غريبة، وكل الناس يرون أنكم غرباء، وهذا بخلاف الواقع طبعا.
ولدي أفكار غريبة عن نفسي، وأني لا أعرف نفسي، وكيف يمكن للإنسان أن يحس بنفسه؟ وكيف أتأكد أني إنسانة طبيعية؟ فربما أني أعاني شيئا! وهذه الأفكار أثرت علي جدا في دراستي، لا أستطيع الدراسة ولا أقدر على التعامل مع الناس بشكل طبيعي، أخشى بأنهم يفكرون عني مثلما أفكر عن نفسي، تائهة لا أعلم كيف أشرح لكم، أشعر بأنه ليس لدي طاقة لعمل أي شيء، وليس لدي أهداف، ولا يمكنني الوصول لشيء وأنا على هذا الحال، وجميع من حولي يقولون: لا يوجد فيك أي شيء، بخلاف ما أشعر، ولا يمكنني الذهاب للطبيب!
أتمنى أنكم فهمتم قصدي، فساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك الصحة والعافية.
أولا: الحمد لله أنك بخير، ما تشعرين به هو مجرد أفكار وأحاسيس كاذبة، والدليل على ذلك أن الآخرين لا يرون فيك شيئا غريبا، فهذا مجرد إحساس داخلي صنعته تلك الأفكار.
ثانيا: أنت لم تذكري أي تجربة لمرض نفسي مررت به في الماضي، حتى نقول إن هذه عبارة عن بقايا المرض، أو الاضطراب النفسي، وإنما يعتبر هذا إحساس عابر، ويمكن أن يمر به أي شخص في لحظة ما في حياته، فأحيانا يكون بسبب الإرهاق الشديد، أو عدم النوم الكافي، أو نقص في بعض العناصر الغذائية في الجسم.
ثالثا: قد يتأثر بعض الناس ببعض القصص والحكايات المسموعة والمقروءة، فينتاب الشخص إحساس مماثل لما سمعه أو قرأه.
رابعا: نقول لك ابدئي بالتركيز على التنفس، أي راقبي عمليتي الشهيق والزفير عدة مرات، ثم انتقلي بعد ذلك إلى الإحساس ببقية أعضاء الجسم عضوا عضوا، مثل ضربات القلب، وتقلصات المعدة والأمعاء، ثم حركة الجوارح، وهكذا؛ لكي يساعدك ذلك في الإحساس بوجودك كإنسانة، وأنك كائن حي يؤدي وظائفه كما خلقه الله سبحانه وتعالى.
ثم انتقلي بعد ذلك إلى ملاحظة ما حولك من الأشياء في البيئة المحيطة، أو القريبة منك، ومحاولة فرزها وتصنيفها، مثل الألوان والأصوات والروائح، وكل ما يمكن اكتشافه عن طريق الحواس الخمس، وبعدها قومي بتنفيذ مهام بنفسك، مثل صناعة الطعام، ونظافة مكان ما، أو كتابة نصوص، أو رسم أشياء، أو المشاركة في مناقشات جماعية ... إلى آخر ذلك من النشاطات الحياتية اليومية.
كل ذلك من شأنه أن يطرد الإحساس الغريب الذي تشعرين به، والأهم من ذلك كله هو التفكر في مخلوقات الله تعالى، والالتزام بالعبادات والإكثار من فعل الطاعات، والأدعية المأثورة، والابتعاد عن المعاصي، وتدبر آيات القرآن الكريم، فإنك -إن شاء الله- تكونين بصحة وعافية، ويزول كل ما تفكرين فيه -إن شاء الله- بممارسة هذه الأشياء التي أوصيناك بها.
والله الموفق.