أفسّر كلام الناس بشكل خاطئ وأفهم الأشياء على غير حقيقتها

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 35 سنة، إذا رأيت شخصين يتحدثان مع بعضهما، أشعر أنهما يتكلمان عني، وإذا ضحك أحد، أشعر أنه يضحك علي.

لدي خوف من الناس بهذا الشكل، وأجلس في البيت بسبب هذه الأفكار، وأشعر أن الناس يضايقونني، ويتحدثون عني، وأنهم ينظرون إلي، وكل هذا مجرد أحاسيس تراودني وتجلب لي هذه الأفكار.

أتناول علاجا حاليا، وأرغب الزواج، لكنني لا أستطيع أن أخطو أي خطوة بسبب هذه الأفكار، ولا أتمكن من البدء في مشروع خاص بي.

كما أنني أفسر كلام الناس بشكل خاطئ، وأفهم الأشياء على غير حقيقتها، وأود أن أعرف ما تفسير حالتي؟ وماذا أفعل؟ هل هذه الأفكار ستزول مع العلاج، أم أنها مزمنة؟

مزاجي دائما سيئ، لا أشعر بالسعادة، وأشعر أن من حولي سعداء، وأنا لا، كما أشعر أن الناس ينظرون إلي نظرة دونية، وأتوقع منهم الانتقاد دائما، حتى لو لم يقولوا شيئا مباشرا.

أتناول حاليا الأدوية التالية: موابكس ٥٠ ملغ، أبيكسيدون ٤ ملغ، بيبريدين نصف قرص.

وقد راجعت العديد من الأطباء، بعضهم شخص حالتي بالوسواس، وآخرون قالوا: إنه ذهان، وبعضهم قال: إنها برانويا.

شكرا جزيلا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: بالفعل لديك بعض الأفكار الظنانية، لكن الشيء الجيد هو أنك مرتبط بالواقع، وأن لديك البصيرة، وهذا يجعلني أقول: إنها ليست ذهانية أبدا، وإن كان فيها شيء من الذهانية يكون من درجة يسيرة جدا، أعتقد أنها مرتبطة بشخصيتك الانطوائية، مع احترامي الشديد لشخصك الكريم طبعا.

موضوع العزلة التي فرضتها على نفسك لأنك تخاف من نوايا الناس، وأفكارهم حولك، هذا شيء مبرر، أي أن تصرفك الانعزالي مقبول ومعقول وله أسبابه، لكن من الناحية العلاجية يجب أن تتخلص منه، يجب -أخي الكريم- أن تحقر الفكر الظناني، والفكر الشكوكي وتحسن الظن بالناس، ودائما تسعى لأن تحصن نفسك، فأذكار الصباح والمساء مهمة جدا.

لا بد أن تختلط بالناس، خاصة في الأماكن الآمنة، مثلا الصلاة مع الجماعة في المسجد، لا أحد يأتي المسجد وفي نفسه أي سوء ظن بالآخرين، أو هكذا من المفترض أن يكون، أن تلبي الدعوات، الدعوات الخاصة بالأسرة، الأفراح وخلافها، أن تشارك الناس في مناسباتهم مثلا، أن تقدم واجبات العزاء، أن تزور المرضى؛ هذه الفعاليات اجتماعية إيجابية جدا في محيط آمن، في محيط ليس من المفترض أن يكون فيه شك أو ظنان، أنا أنصحك بهذا -يا أخي الكريم-.

أريدك أن تحقر هذه الأفكار تماما، ويجب أن يكون لك برامج يومية، تقرر مثلا أن يكون لك فيها نشاط اجتماعي، زيارة صديق، صلة رحم، زيارة مريض، تلبية دعوة، بهذه الكيفية تستطيع فعلا أن تتفاعل مع الناس إيجابيا.

بالنسبة للأدوية التي تتناولها؛ أدوية جيدة، لكن ربما تحتاج إلى أن ترفع المودابكس إلى 100 ملغ، 50 ملغ هي جرعة صغيرة نسبيا، وهو دواء بالفعل ممتاز، يحسن المزاج، ويعالج الوسوسة، ويحسن الدفع الاجتماعي، الوابيكسيدون أيضا دواء ممتاز، لكن ربما إذا استبدل بدواء يسمى الريسبريادون قد يكون هذا أفضل، لا أريدك أن تقدم على هذه الخطوة إلا بعد أن تشاور طبيبك.

بالنسبة للبيبريدين طبعا هو دواء لعلاج الآثار الجانبية، ويمكن أن يظل كما هو، فهذه هي نصيحتي لك.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات