السؤال
السلام عليكم.
لقد اطلعت على العديد من القضايا والمشاكل الزوجية على هذا الموقع لأجد مشكلة مشابهة لمشكلتي فلم أجد، فأنا متزوجة منذ 5 سنوات ولدي طفلان، ولكن لا يوجد انسجام بيني وبين زوجي مطلقا! خلافاتنا ابتدأت منذ أول يوم، فهو لا يثق في أبدا، يعتقد أني أحب لفت انتباه الشباب إلي! فمثلا إذا شاهد رجلا ينظر إلي يطير جنونه ويعتقد أني أنا التي بادرت بالنظر، وبالتالي لفت انتباه ذلك الرجل.
المشاكل تفاقمت، إنه يكذبني دائما لدرجة أني أصبحت أخفي عنه كثيرا من الأمور، وأحيانا أكذب فعلا لتفادي شره.
سؤالي هو لشدة شعوري بالقهر والظلم، أشتمه في سري وأدعو عليه بأن يصاب بما أصابني به من ظلم، فهل أنا محاسبة على ذلك؟ علما أن ذلك يخفف علي نوعا ما! وهل يكون من الممكن سبب همي هو تكاسلي عن أداء صلاة الفجر منذ أن انتقلت لأمريكا.
كما كنت أرتدي الجلباب إلا أن زوجي رفض مطلقا ارتداء الجلباب هنا، فقط منديل ولباس عادي مستور!.
هل من الممكن أن تكون هذه هي الأسباب؟ وكيف يمكن لزوجي أن يثق في؟ فأنا أغض البصر دائما.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ Nancy حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح لك الزوج والأولاد.
فإن المرأة العاقلة إذا علمت من زوجها شدة الغيرة اجتهدت في تجنب ما يشعل نيرانها، وحرصت على إظهار ما يعمق ثقة الزوج فيها، واستعانت قبل كل ذلك بالله باريها، وتوجهت إلى من يلهم النفوس سدادها ويذكيها.
والغيرة دليل على الحب، ولكنها إذا خرجت عن حدودها تحولت إلى مرض عضال، يهدد عناصر الخير في النفوس، ويعكر استقرار البيوت، والغيرة المحمودة ما كانت في الريبة، والمذمومة ما كانت في غير ريبة.
وقد امتلأت نفسي عجبا من رجل يمنع زوجته من اللباس الساتر، ويغار إذا شاهدها البر والفاجر، وليته تذكر أنه اختارك بعد أن فكر ونظر وشاور، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغيرة التي تجعل الرجل يضع زوجته في مواضع التهم، فترمى بالشر لأجله، وما من إنسان يتتبع عورة إنسان إلا تتبع الله عورته حتى يفضحه في قعر داره، فعلى هذا الرجل أن يتعوذ بالله من الشيطان، ويبعد عن نفسه خواطر السوء التي لا تجلب إلا الخراب.
ومما يعينك بعد توفيق الله على تخفيف ما يحصل ما يلي:
1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.
2- عدم إخبار هذا الزوج بكل ما يحصل لك.
3- عدم إخباره عن علاقاتك السابقة ومعارفك وجيرانك.
4- تجنب المواطن والأشخاص الذين تشتد غيرته ويكثر اتهامه لك عند رؤيتهم، أو الذهاب إلى أماكنهم.
5- عدم المبالغة في التزين عند الخروج، فإن الزينة الكاملة والملابس الجميلة للزوج دون غيره.
6- عدم اقتراح أماكن للذهاب إليها، وتجنب سرعة الموافقة على رغبته في الخروج.
7- اختيار الأوقات المناسبة لنصحه وتذكيره بالله.
8- إظهار السرور بغيرته عليك، مع تذكيره أن الغيرة الحقيقية تكون بحرصه على حشمتك، وبالتزامه هو أيضا بآداب الإسلام، وبمصادقة الخيار من الأنام، وبكف بصره عن الحرام، ليحفظ الله له عرضه ويرفع له المقام.
9- مراقبة الله عند خروجك، والحفاظ على وقارك وحشمتك، فإنه يؤسفنا أن نقول إن بعض نساء المسلمين لهن أصوات مختلفة إذا كلمن الأجانب، ولهن مشية متكلفة إذا خرجن من بيوتهن، وقد نهى الله المؤمنات عن ضرب الأرجل لإظهار الزينة، فقال سبحانه: (( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ))[النور:31] ونهاهن عن الخضوع في القول والتبرج، فقال: (( ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ))[الأحزاب:33] وقال سبحانه وتعالى: (( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ))[الأحزاب:32].
ونحن ندعوك إلى الرفق بهذا الزوج، والتماس العذر له، وإظهار ما يزيد من ثقته فيك، ولست أدري هل سبقت هذا الزواج علاقات عاطفية أم لا؟ لأن هذه المشكلة توجد بكثرة عند الذين كانت لهم علاقات ومخالفات؛ لأن الشيطان الذي جمعهم على المعاصي هو الذي يشعل بعد ذلك النيران؛ لأنه يكره الحلال والوفاق والأمان، كما أن الذين شاهدوا مناظر سيئة، أو كانوا على انحراف، أو عاشوا في بئية فساد، أو جالسوا من يتكلم دائما عن الخيانات، يتأثرون بذلك، وتظهر عندهم مثل هذه الإشكالات.
والله الموفق.