فقدت العزيمة في الدراسة بعد حصول زميلاتي على معدل مرتفع!

0 2

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الصف الثالث الثانوي، عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، كنت أذاكر بجد واجتهاد، حيث كنت أدرس لمدة 12 ساعة يوميا، وأبذل جهدا كبيرا في التحصيل الدراسي.

عند بداية الامتحانات، لاحظت انتشار الغش داخل لجان الامتحان، حيث كان معظم الطلاب يغشون، وبعد ظهور النتيجة، صدمت عندما وجدت أن أصدقائي الذين لم يكونوا يذاكرون قد حصلوا على درجات أعلى مني؛ مما جعلني أشعر بإحباط شديد وأبكي بحرقة، كيف يحصلون على درجات أعلى مني، وأنا التي كنت أدرس بجد واجتهاد؟

مرت الأيام، وأقنعت نفسي بأن الله سيعوضني في المستقبل، وأن هؤلاء الطلاب لم يكونوا لينجحوا لولا الغش، لكن المشكلة الحقيقية بدأت عندما كانت والدتي تسأل عن مجموع صديقاتي في كل مرة تلتقي بإحداهن، وعندما تكتشف أن درجاتهن أعلى مني، كانت تقول لي: "جميعهن حصلن على درجات أعلى منك، فلماذا أنت فقط من حصلت على مجموع منخفض؟"

كنت أشعر بالحزن الشديد، وأتذكر الأيام الطويلة التي قضيتها في الدراسة، ثم أرى أنني لم أحصل على النتيجة التي كنت أطمح إليها، ومع مرور الوقت، بدأت أفقد الحافز، وبدأت أتساءل: لماذا حصلت على مجموع أقل رغم أنني كنت الأكثر اجتهادا بينهم؟ لماذا حدث ذلك معي تحديدا؟

تأثرت نفسيتي كثيرا، حتى إني توقفت عن الصلاة، وعندما انتقلت إلى المرحلة الثانوية، لم أحضر أي دروس خصوصية، ولم أعد أذاكر، بل أصبحت أقول لنفسي: "إن كان لي نصيب في النجاح، فسأنجح." وفعلا، نجحت في الصفين الأول والثاني الثانوي، لأن نظام المدرسة لم يكن يسمح برسوب الطلاب فيهما.

أما الآن، وأنا في الصف الثالث الثانوي، كلما حاولت فتح كتاب للمذاكرة، أستعيد ذكريات ما حدث معي، فأشعر بفقدان العزيمة، ولم أعد أمتلك الإرادة التي كنت أملكها سابقا.

أشعر بالإحباط الشديد، وأقول لنفسي: "لو كنت حصلت على مجموع مرتفع في الصف الثالث الإعدادي، لما كنت في هذه الحالة الآن."

أنا أعلم أن كل شيء قسمة ونصيب، وأن الله قدر لي هذا لحكمة ما، كما أعلم أنني الآن في سنة دراسية مصيرية يجب أن أركز فيها على مستقبلي. لكنني لم أعد قادرة على المذاكرة، وهذا الأمر يرهقني نفسيا أكثر.

ماذا أفعل لكي أستعيد حماسي للمذاكرة مجددا؟ وكيف يمكنني الاهتمام بدراستي مرة أخرى، ونسيان ما حدث في الماضي؟ أرجو الرد في أقرب وقت.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشعر بمدى التحديات التي تواجهينها، ويؤلمنا أن تمري بهذه التجربة.

من وصفك، يبدو أنك تعانين من أعراض تتعلق بالضغط النفسي، وربما الاكتئاب النفسي الناجم عن الضغوط التي تواجهينها في دراستك، والظروف التي مررت بها خلال الامتحانات، هذا الشعور بالإحباط بعد العمل الجاد، وعدم الحصول على النتائج المتوقعة يمكن أن يكون محبطا جدا.

من المهم جدا أن تعرفي أن ما تشعرين به هو استجابة طبيعية لموقف صعب، لكن يمكن التغلب عليه بالدعم الصحيح، والإرادة القوية، وإليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في استعادة حماسك، وتحسين نفسيتك:

1. مهم جدا أن تتقبلي أن الأمور لا تسير دائما كما نخطط لها، ولكن بإمكاننا دائما السعي لتحسين الوضع؛ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير"، فحاولي التركيز على الإيجابيات في حياتك، واستخدامها كدافع للتقدم.

2. قسمي وقتك بين الراحة والمذاكرة، وحددي أهدافا قصيرة المدى لكل جلسة مذاكرة؛ وهذا سيساعد على إعطاء شعور بالإنجاز، ويقلل الشعور بالإرهاق.

3. الدعاء مصدر قوة كبيرة وإلهام؛ يقول الله تعالى: "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"، لذا: حاولي أن تجعلي الدعاء جزءا من روتينك اليومي.

4. التحدث مع شخص تثقين به حول مشاعرك يمكن أن يخفف من الضغط؛ فقد يكون صديقة، أو فردا من العائلة، أو معلمة، أو حتى مستشارة نفسية.

5. أعيدي النظر في الأنشطة التي كانت تجلب لك السعادة والراحة في الماضي، سواء كانت رياضة، أو قراءة، أو كتابة، وحاولي إدراجها في جدولك اليومي.

6. أنت قوية بإيمانك، وحسن يقينك بالله تعالى، وقد عملت الصواب حيث لم تلجئي إلى الغش كالبقية، ودرجاتك المتدنية لا تعني أن هذا عقاب من الله لك، بل هو ابتلاء واختبار لينظر صبرك، ويختبر إيمانك.

7. أنت لست عاجزة عن المذاكرة والتفوق مجددا، وما يمنعك هو مجرد أفكار سلبية فقط، وعليك ان تتخلصي منها، هذه الأفكار تقول لك: (أنا عاجزة، أنا محبطة، الآخرون أفضل مني) لا تستسلمي لهذه الأفكار؛ لأنها ليست حقيقية في الواقع.

أخيرا، تذكري دائما أن الله مع الصابرين، وأن بعد العسر يسرا، أسأل الله أن يعينك، ويفرج همك، ويسهل أمورك، وينير دربك.

إذا كنت تشعرين بأن المشاعر تغلب عليك، ولا تستطيعين التعامل معها بمفردك، فقد يكون من المفيد التحدث مع مختصة للحصول على دعم إضافي.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات