السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة، أبلغ من العمر 17 عاما، -ولله الحمد- متفوقة في دراستي، ولكني أشكو في هذه السنتين من أفكار مزعجة: ألا وهي حسد نفسي على هذا التفوق، ولدي زميلة في فصلي مهملة في دراستها إلى حد ما، وأنا أحسد نفسي، وأتمنى زوال هذا التفوق مني، وأن يذهب إليها.
لقد تعبت، أحس وكأن هناك شخصا بداخلي يحسدني، ويدعو علي، لدرجة أني كنت أذاكر للاختبار، وأسمع صوتا يدعو علي بالرسوب، وأن أفقد هذا التفوق، ولو طلبت هي مني شيئا ما فإني أشعر بأن هناك شيئا يجبرني على تنفيذه من أجلها، وإن رفضت تبدأ بالدعاء علي، أو إذا عاملني أحد ما بطريق محترمة، أو إذا ابتسم لي، أو إذا مدحني شخص، تبدأ نفسي بحسدي، وتقول لماذا ليس هي؟
لقد حسدت نفسي في كثير من الأوقات، وأكاد أن أفقد كل شيء بسبب نفسي، أريد حلا يبعد تفكيري عن هذه الفتاة، ويساعدني في إبطال إصابتي بالعين، لأني فقدت الكثير من الأشياء بسبب هذا الأمر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ moon حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله لك الصحة والعافية.
أولا: الحمد لله على تفوقك الدراسي، وهذه نعمة من الله تعالى ينبغي المحافظة عليها بالشكر.
ثانيا: ما وصفته ربما يكون نوعا من أنواع الأفكار الوسواسية ارتبطت بتلك الزميلة، ونظرتك لنفسك.
والعلاج يكمن في تجاهل هذه الأفكار، وعدم الانصياع لها ومجاراتها، وهذا يتطلب الفصل التام بين شخصيتك وشخصية زميلتك، وبين ما لديك من مهارات وإمكانيات، وما لدى زميلتك؛ فأنت إنسانة مختلفة تماما عن زميلتك، وهي لها ما لها من قدرات وإمكانيات، وهذا من حكمة الله تعالى، أن لم يجعل الخلق والبشر في مستوى ذكاء واحد، ولو كان الأمر كذلك لتعطلت عجلة الحياة.
فأنت ما ترينه ظاهريا هو أنها غير محظوظة، وتتعاطفين معها، ولكن ربما يرى الله تعالى أن هذا الوضع الذي هي فيه خير لها، سواء من ناحية الدين، أو الدنيا، ولا اعتراض على حكم الله، فما عليك هو تقديم المساعدة لها في حدود استطاعتك، ولكن ليس بالدرجة التي تحسدين فيها نفسك، ولا بد -ابنتنا العزيزة- من استغلال ما حباك الله به من النعم واستثماره في فعل الخيرات.
فأنت مسؤولة عن ذلك، وكل ميسر لما خلق له، ولتكن نظرتك نظرة كلية شاملة، وليست نظرة قاصرة، أي تنوين المنفعة والتفوق والازدهار لكل المجتمع، ولكل أفراد وطنك، والمسلمين جميعا، ولابد أن تحددي الدور الذي يمكن أن تلعبيه في سبيل بلوغ الأهداف السامية لصلاح دينك ودنياك.
وختاما نقول لك: عليك بالإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وذكر (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) (واللهم بارك) فإن الذكر علاج لأمراض القلوب -إن شاء الله-.
والله الموفق.