السؤال
السلام عليكم.
في العادة أنام بسهولة، ولا أشكو من أية مشاكل، ولكن في رمضان اضطربت مواعيد نومي؛ فقد كنت أنام في الصباح، حتى أصبح نومي صعبا بعض الشيء، واستمر ذلك الاضطراب إلى ما بعد رمضان، حتى دخلت في مرحلة الأرق، ومواصلة الأيام بلا نوم، رغم التعب والإجهاد، وأصبحت لا أستطيع النوم لا مبكرا ولا متأخرا، وأشعر بالتوتر الشديد عندما يأتي الليل؛ لأني أفكر هل سأستطيع النوم؟
حاولت اتباع العادات التي تساعد على النوم كتقليل الكافيين، ولكن لم يجد نفعا، وأخاف من تناول الأدوية المنومة؛ حتى لا أدمنها مستقبلا، ولكن جسمي منهك جدا، وأعاني من القلق الشديد بشأن عدم النوم، فما العمل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب.
طبعا خلال شهر رمضان عادات الناس تختلف في ما يتعلق بإدارة الوقت، وكذلك أوقات النوم واليقظة، وهذا يؤثر على الساعة البيولوجية لدى بعض الناس، والظاهرة ليست مستغربة، فأرجو أن تطمئني، وبالتدريج -إن شاء الله- سوف يرجع نسق النوم الطبيعي لديك.
لتساعدي نفسك على هذا الأمر:
مارسي التمارين الرياضية، وكذلك تمارين الاسترخاء (2163015)، وللتدرب على تمارين الاسترخاء أرجو الاطلاع على أحد البرامج الموجودة في اليوتيوب، وتقليل الكافيين هذا إجراء صحيح جدا، وتناول الأدوية لا بد منه، واطمئني تماما، فنحن لا نصف أي أدوية إدمانية مطلقا، أولا يجب أن تتناولي الميلاتونين، وهذا مركب طبيعي، ويحسن تماما الدورة النومية، ويؤدي إلى ترتيب إيجابي جدا في الساعة البيولوجية، ومعروف لدى الناس، ولا يحتاج لأي وصفة طبية.
تناولي الميلاتونين بجرعة 5 مليجرام يوميا، تناوليه في فترة المغرب، واستمري عليه لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، أما الدواء الآخر الذي أراه سيكون مفيدا لك جدا هو عقار يعرف باسم ميرتازبين، هذا هو اسمه العلمي، ويسمى تجاريا ريمانون، وربما تجدينه في مصر تحت مسميات تجارية أخرى، الحبة تحتوي على 30 مليجراما، وأنت تحتاجين لتناول هذا الدواء بجرعة نصف حبة، تناوليها بعد صلاة العشاء لمدة أسبوع، ثم اجعليها ربع حبة لمدة أسبوع، ثم توقفي عن تناوله.
وهذا -إن شاء الله تعالى- يدخلك في الترتيب النومي السليم، ويرجع الساعة البيولوجية للوضع الطبيعي، وينتظم نومك كما كان، طبعا توجد منومات سريعة جدا مثل: عقار زولوبيدام، والذي يسمى استينوكس، لكن هذه حقيقة لا أنصح بها، وإن كان الطيارون والمضيفون الجويون يستعملونها كثيرا، لأنها تؤدي إلى نوم لمدة 4 إلى 5 ساعات، ويستيقظ الإنسان وهو نشط، لكن البعض قد يتعود عليها؛ لذا أرى أن الميرتازبين هو الأفضل والأسلم، وأرجو أن تطبقي ما ذكرته لك من إرشاد، واحرصي دائما على أذكار النوم؛ ففيها خير كثير لك إن شاء الله تعالى.
والله الموفق.