السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد نصيحتكم في موضوع ما: أخي يجلس على جهاز الكمبيوتر كثيرا، ويضيع نفسه ومذاكرته، وسيضيع دينه على الأغلب مستقبلا، وفي إحدى المرات وقع الشاي على الكمبيوتر الخاص به، وتركه أخي دون تشغيل.
فهل أسكب ماء آخر لإحراق الجهاز، وهذا رأي أمي لأنها تخاف عليه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يبدو أنكم تواجهون موقفا صعبا يتعلق بالتوازن بين استخدام أخيك للكمبيوتر ومخاوفكم على صحته النفسية والروحية.
أولا: من المهم التعامل مع الموقف بحكمة وصبر دون اللجوء إلى تدمير ممتلكات الآخرين، حتى لو كان ذلك بنية الحفاظ على صحتهم أو دينهم، فالإسلام يعلمنا الرفق والتعامل مع الأمور بطريقة تحفظ الود والاحترام بين الأفراد.
يمكنكم أولا: محاولة التحدث مع أخيك بهدوء وصراحة حول مخاوفكم، مشيرين إلى أهمية الاعتدال في كل شيء، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا، وقد يساعد تقديم البديل بمشاركته في أنشطة أخرى، مثل: الرياضة، أو القراءة، أو الخروج مع الأصدقاء، في تحفيزه على قضاء وقت أقل على الكمبيوتر.
كما يمكنكم تذكيره بأهمية الوقت في الإسلام، وأن الله سيسألنا عنه كيف أمضيناه، كما قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ) رواه البخاري.
تذكر أن تدمير جهاز الكمبيوتر لن يمنع أخاك من إهدار وقته على الإنترنت، بل قد يدفعه إلى شراء جهاز جديد، أو إيجاد طريقة أخرى للوصول إلى الإنترنت.
كما أن تدمير جهاز الكمبيوتر قد يكون له عواقب سلبية أخرى، مثل: فقدان البيانات المهمة، أو تعطيل عمله، أو دراسته.
وبدلا من تدمير جهاز الكمبيوتر حاول أن تتحدث معه بحب وهدوء، اشرح له كيف أن قضاء الكثير من الوقت على الإنترنت قد يؤثر سلبا على صحته وعلاقاته ودينه.
أيضا شجع أخاك على ممارسة أنشطة أخرى صحية ومفيدة، مثل: الرياضة، أو القراءة، ومن المفيد أن تتفق مع عائلتك على وضع حدود لاستخدام الكمبيوتر، مثل: تحديد وقت محدد لكل شخص لاستخدامه كل يوم.
في النهاية: الصبر والدعاء لأخيك بالهداية هو أمر جوهري. كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا" [الطلاق 2].
والله الموفق.