السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أنثى، أعمل، وعزباء، أعيش بمنزل والدي، الحمد لله محافظة على الصلوات، وبدأت حديثا في حفظ كتاب الله -أعانني الله على حفظه-.
ابتليت مؤخرا بما يشبه الأحلام، ولكنها مزعجة إلى حد كبير، حتى أني أخلط بينها وبين الواقع، وكلما ذهبت للنوم بمجرد أن تغفل عيني لحظات أرى حولي في الغرفة ظلا يراقبني، يقف مرة بجانب رأسي، ومرة خلف الباب، وأسمع خطوات وبمجرد أن أرى هيئته المبهمة أفيق وقتها، بضربات قلب متسارعة وأنفاس لاهثة كأن ما حدث كان واقعا.
مرة أخرى بعد صلاة الفجر أغمضت عيني لأرى كلبا مشوها بالكامل ينظر في عيني، لا يفصل بيننا شيء، ونفس الحال أفيق وقتها، وأنظر إلى نفس المكان فلا أرى شيئا!
هل أستطيع التخلص من هذه الأشياء؟ لأنها للأسف أثرت علي نفسيا بشكل كبير، وعلى إنتاجيتي بشكل عام.
أصبحت أخاف من النوم أو حتى إغماض عيني بسبب الأحلام! هل هذا حسد أم سحر أم شيء آخر؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.
أقول لك: بارك الله فيك، ما دمت أنت في طريق حفظ القرآن فإن شاء الله تعالى كل أمورك تتيسر في الحياة.
الظاهرة التي تعانين منها أبشرك بأنها من الظواهر البسيطة، نعم هي مزعجة، لكنها معروفة لدينا، ولا أرى أن لها علاقة بالحسد أو بالسحر، وإن كان من الضروري أن نتحصن دائما بالأذكار وبالرقية الشرعية -هذا مهم جدا-، كالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار ما بعد الصلوات، وأن تكوني على طهارة دائما مثلا، وقراءة سورة البقرة كل يوم إن استطعت، والقرب من الله بالدعاء.
هذه الظاهرة تسمى بالهلوسات الكاذبة، وهي مرتبطة غالبا بالإجهاد النفسي، أو القلق النفسي، والإنسان قد لا يظهر عليه القلق كأعراض جسدية أو نفسية، لكنه قد يكون قلقا مقنعا داخليا في النفس محتقنا، ويظهر على هذه الهيئة.
إذا هذه مجرد هلوسات كاذبة، ولعلاجها - أيتها الفاضلة الكريمة - حاولي أن تأخذي قسطا كاملا من الراحة، هذه نصيحتي لك، وتجنبي النوم النهاري، واحرصي على النوم الليلي المبكر، وتجنبي السهر، وطبقي تمارين الاسترخاء - خاصة تمارين التنفس المتدرجة، وتمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها - علما بأنه توجد برامج ممتازة جدا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
وبصفة عامة: تجنبي الإجهاد النفسي والإجهاد الجسدي، وكوني في حالة تأمل وتدبر إيجابي على مستوى الفكر قبل النوم، تجنبي أيضا تناول الأطعمة الدسمة - خاصة ليلا - يجب أن يكون طعام العشاء خفيفا ومبكرا، كما أن التقليل من تناول الكافيين أمر مطلوب، وذلك من خلال الإقلال من شرب الشاي والقهوة والبيبسي والكولا إذا كنت من المكثرين في هذا السياق.
إذا هذا هو العلاج الأساسي لهذه الحالة، وبما أنك صيدلانية أيضا هناك أدوية للقلق تفيدك طبعا، ولا مانع مثلا أن تتناولي جرعة صغيرة من عقار (أميتربتالين Amitriptyline) هو دواء قديم، له بعض الآثار الجانبية البسيطة، مثل الشعور بالجفاف في الفم، لكنه مفيد جدا، لو تناولته مثلا ساعة قبل النوم ليلا بجرعة عشرة مليجرام؛ أعتقد أنه لا بأس في ذلك.
بعض الناس أيضا يستفيدون من عقار (سيبرالكس Cipralex)، وهو الـ (اسيتالوبرام Escitalopram) بجرعة خمسة مليجرام أولا - أي نصف حبة - لمدة عشرة أيام، ثم حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام، ثم يتم التوقف عن تناوله، طبعا السيبرالكس يفضل تناوله في المساء.
أرجو ألا تنزعجي، فالحالة بسيطة، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.