السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا شاب مسلم ميسور الحال، وقد أغدق الله علي بنعم كثيرة.
تزوجت من ابنة عمتي التي أنجبت لي ثلاثة من الأبناء، ومع مرور سنوات الزواج بدأت العلاقة بيننا تفتر كثيرا، إلى حد أنني تزوجت من فتاة زميلة لي في العمل، أحببت هذه الفتاة باندفاع وجنون لا مثيل له، وأغدقت عليها بالحب والحنان والمال وكل ما يمكنني تقديمه.
للأسف بعد زواجي منها والذي تم من غير تفكير أبدا اكتشفت أنها فتاة سيئة الخلق إلى حد بعيد، فقد خانتني عدة مرات، وكذبت علي في مشاعرها بقصد الحصول على المال.
الآن قد طلقتها ولا زلت أحن إليها وأشتاق لها، ولا أستطيع أن أتخلص من حبي لها رغم معرفتي بسوء أخلاقها وخيانتها لي.
ماذا أفعل؟ أرجوكم أنا أتعذب كثيرا، وهذا الموضوع يشغلني ويعكر علي حياتي، ويؤثر على علاقتي بزوجتي الأولى وأولادي.
ماذا أفعل حتى أنسى حبي لزوجتي الثانية والتي صارت الآن مطلقة مني؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله أن يلهمك رشدك، وأن يقيك من شر نفسك.
نحن لا ننصحك بالعودة لمن خانتك مرارا، إلا إذا تابت وحسنت توبتها، وانتشرت بين الناس عفتها، لأنك لا تأمنها على فراشك، والحال كما ذكرت، ولن يتركك الشيطان من وسوسته إذا رجعت إليها دون أن تشترط توبتها، وتتأكد من رجوعها وندمها.
أرجو أن تحسن إلى زوجتك العفيفة الأولى، وقد ثبت نقاء معدنها وشرفها، مع ضرورة غض البصر، فإن الإنسان إذا أطلق بصره أصيب بالسعار، فاتق الله في نفسك وفي أعراض المسلمين.
إذا وقعت عينك على امرأة فأت أهلك، فإن معها مثل الذي معها، واعلم أن الشيطان يستشرف المرأة فيزينها حتى يفتن بها، وإن هذا العدو يزهد في الحلال ليوقع الناس في غضب الكبير المتعال.
أما إذا كانت تلك المرأة لا تزال في تبرجها وسفهها، فاحمد الله الذي نجاك منها، واجتهد في نسيانها، وأشغل نفسك بما يرضي الله، واعلم أن الإنسان إذا ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
لا يخفى عليك أن زوجتك المطلقة أصبحت أجنبية عنك، لا يجوز لك أن تنظر إليها ولا أن تكلمها أو تخلو بها، وإذا كان العمل يجمعك بها فابحث عن عمل لا تراها فيه، فإن لم تستطع فانشغل بعملك، ولا تلتفت إليها ولا إلى غيرها، فإن انشغالك بها مما يغضب الله، ويؤثر على علاقتك بزوجتك وأولادك، ولن تجد من عصيانك لله إلا الضيق والنكد.
اتق الله في نفسك، وواظب على ذكر الله وتلاوة كتابه، واعلم أن المعاصي تزيل النعم، فلا تقابل نعم الله بالعصيان، وأحسن إلى زوجتك كل الإحسان، وستجد منها الوفاء، وكن إلى جوار أولادك، وأحسن تربيتهم، وأسمع زوجتك الكلام الطيب، وشجعها على التجديد في حياتها ومشاعرها، واتق الله فيها ولا تظلمها، فهي العفيفة أم أولادك، والتي لها معك عشرة طويلة، فبالغ في إكرامها، وتذكر محاسنها، واقتد برسول الله -صلى الله عليه وسلم- القائل: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
والله الموفق.