السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أعطاني والدي المال لأسافر به إلى الخارج وأبحث عن وظيفة، ورغم محاولاتي لم أجد وظيفة، وأخبرته بأني سأعود إلى بلادي، ولكنه لم يتقبل الأمر، وكلما حاولت الاتصال به لا يجيب، وأخبر أخواتي أني ضيعت ماله بدون فائدة، وأني لست مسؤولة، مع العلم أن المال الذي صرفته ليس المال الذي أعطاني إياه، وإنما مالي الذي اقترضته.
لا أدري ماذا أفعل، هل أرجع المال لوالدي، وبذلك لن يكون لدي أي شيء لأسدد به القرض، أم أحتفظ به لسداد الدين؟ وكيف أتعامل مع عدم تفهم والدي للوضع؟ هو مؤمن بفكرة أني مجبرة على العمل رغم أنني فتاة، وأحس أني أتحمل فوق طاقتي، فمن جهة أحتاج رضاه لوجه الله، ومن جهة أخرى لم أعد أتحمل تعامله، أرجو نصيحتكم.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب.
أولا: نسأل الله تعالى أن يغنيك بحلاله عن الحرام، ويكفيك بفضله عمن سواه.
ونشكر لك تواصلك بالموقع، وحرصك على بر والدك والإحسان إليه، وهذا كله يدل على رجاحة في عقلك، ونصيحتنا لك أن تبادري وتسارعي بالرجوع إلى بلدك، فسفرك إلى بلد أجنبية عنك وأنت فتاة محفوف بكثير من المخاطر، فالخير كل الخير أن ترجعي إلى بلدك، وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا، ونسأل الله تعالى أن يرزقك زوجا صالحا تقر به عينك، وتسكن إليه نفسك، وتنقضي به حاجاتك.
وفي رجوعك إلى بلدك حفاظ على نفسك ودينك، وإذا كان الله تعالى قد قدر لك رزقا بطرق مباحة فإنه سيحصل حيث أنت، ففوضي أمورك إلى الله تعالى، وتيقني أنه سبحانه وتعالى لا يعجزه أن ييسر لك رزقا حلالا، في المكان الذي تحافظين فيه على دينك، ورجوعك ليس فيه معصية للوالد، وليس من العقوق في شيء، فإن طاعة الله تعالى مقدمة على طاعة الناس، وقد قال النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (لا طاعة لمخلوق في معصية الله)، وقال: (إنما الطاعة في المعروف).
وما أعطاك والدك من المال للسفر فقد تحقق به الغرض الذي من أجله أعطاك، فلا يلزمك أن تردي هذا المال، وإذا كان والدك لا يعلم بالمال الذي أنت قد ادخرته، فنصيحتنا لك ألا تخبريه به، وأن تسدي به ديونك.
والوالد وإن غضب وقتا فإنه سيرضى بعد ذلك، فحاولي الإحسان إليه بالكلام ولين الجانب، ومحاولة الاسترحام وإظهار الضعف والعجز، وأنك لا تستطيعين تحمل ظروف الاغتراب عن الوطن وحدك، ونحو ذلك من الكلام الذي يرقق قلبه تجاهك، فإن لان ورجع في الوقت نفسه -فالحمد لله-، وإن غضب وقتا يسيرا فإنه سيرضى بعد ذلك.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.