حقوق الآباء وإقحام خلافاتهم في مصالح الأبناء!

0 11

السؤال

عندي أسئلة، وأرجو منكم الرد عليهم:

١- ما هي حقوق الآباء على الأبناء والعكس؟

٢- ما هي سلطة الأب والأم على الأبناء؟ وهل يحق استخدامها في أذية الأبناء، أو في ما ليس فيه فائدة للابن؟

٣-علما بأننا في مكانة مالية أعلى من المتوسط، فهل من حق الأم منع الابن من دخول جامعة متوسطة، لمجرد عدم وجود علاقة حب بينهما، أو وجود بعض المشاكل؟

٤-إذا خيرت الأم الأب بأن يطلقها أو أن يدخل الابن جامعة فما العمل؟ وما حكم الله على الأم؟

شكرا لكم، وأرجو الرد في أسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –بنتنا الفاضلة– في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يرزقك بر والديك، وأن يعين الوالدين أيضا على الوفاء والقيام بما عليهم، فللأبناء حق على آبائهم، والشريعة حريصة جدا على أن نقوم نحن بواجبنا في البر تجاه آبائنا وأمهاتنا. أما الآباء والأمهات فعندهم عاطفة تجاه أبنائهم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفق والديك لما يحبه ربنا ويرضاه.

حقوق الآباء على الأبناء كبيرة، بل ربطها تبارك وتعالى بعبادته، فقال: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}، وقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، فرضا الله في رضا الوالدين، وسخط العظيم في سخطهما، فاجتهدوا في برهما والإحسان إليهما، واعلموا أن الصبر عليهم هو باب من أبواب البر، والبر عبادة لله تبارك وتعالى، والمعطي والمحاسب فيها والمجازي هو الله تبارك وتعالى.

كما أن للأبناء حقوقا، هذا ما قاله عمر رضي الله عنه: (أن يحسن اسمه، يعلمه الكتاب، أن يحسن اختيار أمه) لهم حقوق، من أهمها أن يعلمهم الدين، ويعلمهم كتاب الله تبارك وتعالى، ويحسن التعامل معهم، هذه أيضا هي حقوق الأبناء.

الأب والأم لهما الكلمة على الأبناء، باعتبارهما سبب وجودنا بعد الله تبارك وتعالى، ولكن هذا لا يعني أنهم يستخدمون هذا في أذية الأبناء أو البنات، وكذلك أمرهم بأمور ليس فيها فائدة ومضرة.

علينا أن نطيع الوالدين في كل ما يأمرون به، إلا إذا أمروا بمعصية، فعندها لا سمع ولا طاعة، وإذا أمروا بأمر فينبغي أن نحسن الاستماع إليهم، ثم نفعل ما يرضي الله، ونفعل ما فيه المصلحة، لكن ما ينبغي أن نجادلهم، ولا ينبغي أن نرد الكلمة بالكلمة؛ لأننا لا نتعامل مع زملاء، إنما نتعامل مع والد ووالدة، فحقهم عظيم، والأدب أمامهم مطلوب.

الخلافات التي تحدث بين الأب والأم ما ينبغي أن نؤججها نحن معاشر الأبناء، ونترك الفرصة من أجل أن يتفاهم الوالد مع الوالدة، ونستطيع نحن ببرنا والإحسان إليهما وتلطيف الجو بينهما؛ أن نحافظ على التوازن وشجرة الحب داخل البيت.

كذلك أيضا ينبغي أن نبحث عن الأشياء التي ترضي الوالد والوالدة؛ لأن الإنسان ينبغي أن يطلب ما فيه رضا والديه، يحرص دائما على أن يطلب الأمور التي تجلب له رضا والديه، حتى يفوز بالخير وينجح في حياته.

أعتقد أن العلاقة بين الأب والأم -وهذا معروف- استمرارها أولى من جامعات الدنيا، وأولى من كل شيء على هذه الدنيا، لأن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان.

لذلك نرجو إذا حصل عناد من الوالدة ورفضت دخول الابن الجامعة؛ فينبغي أن نتفاهم معها بالهدوء، نشارك الأخوال، نشارك المؤثرين من الأقارب الذين حولها؛ حتى يساعدوا في إقناعها، ويبينوا لها أن من المصلحة أن يدرس الأبناء في الجامعات، وإذا كان الأب مقتنعا فله ألا يطلقها؛ لأن الرجل إذا أراد ألا يطلق لا تستطيع الدنيا أن تجبره على الطلاق.

إذا كانت الوالدة لها سبب في هذا الرفض فأيضا نجتهد في إرضائها، ونقوم بما علينا حتى ترضى الوالدة.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات