أقزم نفسي أمام الآخرين وأكتب أهدافاً دون تنفيذ!!

0 8

السؤال

السلام عليكم.

منذ تخرجت وأنا في حال ضياع، ‎ماذا أفعل؟ لدي خوف داخلي أن أتوظف، و‎أريد العمل لحسابي، ووفقني الله لذلك، وعملت من منزلي، والسبب هو مسألة العمل مع الجماعة بنجاح، والتعامل مع الفريق، فأنا حساس ‎وأفتقر للمهارات، أقزم نفسي، أبتعد عن الوظيفة حتى أصبح لدي عقدة أني لا أعرف نظام الشركات لأفتح شركة.

كما أني أخجل وأخاف، فألوم نفسي وأجلدها، وحساسيتي تزيد الخوف والتوتر، وعدم الاستقرار في مكان وفي عمل مستمر، وعندما أعمل مشروعا أنسى الهدف الأساسي، ويتأجل الحل، ومن أهدافي أفتح مكتب تصميم، أخاف من المصاريف والاستمرار والخسارة.

‎أجلس لا أعرف ماذا أفعل؟ ‎أتنفس الصعداء، و‎دقات قلبي سريعة، وعندي ‎تشتت الأفكار، وعدم التركيز، و‎أحس بالفشل، و‎أفكر في أصحابي نجحوا وهم في نفس اختصاصي، وفتحوا شركات.

‎أتحمس تحمس الشجعان، ولا أفعل أي شيء، و‎أكتب أهدافا، ومخاوف، وأفكارا وبرامج، فترتاح نفسي قليلا، وأشعر بأن النجاح قريب فأتخدر، لأني لا أعرف كيف أبدأ! ويذهب كل شيء وأنسى مشاكلي.

صرت في دوامة، أفكر أن الذي يحصل معي هو عدم الجرأة، وعدم الثقة، فألوم نفسي، وأصابني الخوف من الإمامة في الصلاة، حصل ذلك معي، وذهب صوتي.

تنفسي صار كأنه من ثقب إبرة، فزاد الطين بلة، وعندي خوف بسيط من التحدث أمام الناس، فأنا متضايق بسبب عدم الاستقرار، فعندما لا يكون لدي مشروع أخرج من بيتي لا أعرف إلى أين أذهب، فأحيانا أذهب بعيدا بالسيارة أدعو أدعية الرزق لعله يأتيني مشروع!

أحيانا أذهب إلى القهوة أضيع وقتي وأقول غدا تفرج، لا أعرف حلا لمشكلة المخاوف، فأكتب ما يدور لأرتاح قليلا، وأعود إلى نفس الدائرة، ‎والعمر يمضي، والمال يذهب، فتجتمع الهموم وتقيدني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jabar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –أيها الأخ الكريم– في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يذهب همك، وأن يريح بالك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح الأحوال.

تعوذ بالله من العجز والكسل، فإن العجز نقص في التخطيط، والكسل نقص في التنفيذ، وأصلح ما بينك وبين الله تبارك وتعالى، وتوكل عليه، واعلم أننا طلب منا أن نبذل الأسباب ثم نتوكل على الكريم الوهاب.

لست مسؤولا عن النتائج، ولكن عليك أن تسعى، والسعي ينبغي أن يكون مرتبا، وأنت مهندس، والهندسة ترتب عقول أصحابها، وقد درست دراسة، فشجع نفسك بأي نجاح يتحقق، واعلم أن النجاح الكامل قد لا يتحقق للوهلة الأولى، وأن كثيرا من الناجحين في حياتهم تعثروا لكنهم استفادوا من أخطائهم، استفادوا من التجارب التي مرت عليهم، وصاحب المصباح بتجاربه الكثيرة (المصباح الكهربائي) كيف أنه فشل في مئات المرات، ثم عرف أنها كانت طرائق للوصول إلى النجاح، واليوم الدنيا تنتفع من الخطأ الذي أدى إلى العلم، لأن الإنسان يتعلم من أخطائه.

كما أرجو ألا تقارن نفسك بالآخرين، فقد وهبك الله قدرات مختلفة، ونريد أيضا أن تعود لتعمل عملا تثق فيه، حتى ولو في ظلال دائرة ضيقة، لأن الجماعة فيها البركة، ويد الله مع الجماعة، ولا تحاول أن تقزم نفسك وقدراتك أمام الآخرين، فمن حق الإنسان أن يحسن الظن بما وهبه الله من مواهب، ويشكر نعم الله عليه، وإذا وجد خصلة جميلة عند الآخرين يحاول أن يتمسك بها.

ندعوك إلى كتابة الأهداف، وأن تكون أيضا معقولة، وأن يكون هذا السعي سعيا مرتبا، ولا تخجل ولا تتردد في مشاورة من هم أكبر منك، أصحاب الخبرات، وإذا كنت تستحي ممن حولك فاذهب إلى أصحاب خبرات في منطقة أخرى، تعلم منهم، خذ منهم خطوات العمل، والعجيب أنك ستجد أن بعضهم بدأ ثم سقط ثم بدأ ثم سقط ثم صعد بعد ذلك.

لا تظن أن هذه الدنيا نجاح كلها، لا، لا بد أن يواجه الإنسان فيها صعوبات، و(المؤمن لا يلدغ من الجحر الواحد مرتين)، فالإنسان يستفيد من تجاربه.

وعليه: ندعوك إلى الدعاء، وعدم الالتفات إلى الوراء، فلا تبك على اللبن المسكوب، ولا تقل (لو أني فعلت كذا كان كذا ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل) ثم انظر إلى المستقبل، استقبل حياتك بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد.

شجع نفسك على أي نجاح يتحقق ولو كان يسيرا؛ فإن التشجيع على النجاح اليسير يجلب النجاح الكبير بتوفيق ربنا الحليم الكبير القدير سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يعينك على الخير، وندعوك أيضا إلى المحافظة على صلاتك، والمحافظة على أذكارك، وقراءة الرقية الشرعية على نفسك، ولا مانع من زيارة إنسان عنده فكرة في التنمية البشرية والتخطيط للمستقبل، أو القراءة في هذا الاتجاه، لتعرف تجارب الناجحين، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات