السؤال
باختصار: أنا متزوج منذ خمس سنين، وقد رزقني الله ببنت عمرها الآن ثلاث سنوات، مشكلتي أن زوجتي عصبية جدا، ومدللة وتحب أن تخالفني، وتحب المظاهر، والمشكلة الأكبر أنها لا تصلي! ولا تلبس الحجاب، ليس إنكارا له ولكن إهمالا.
وأنا معها على مدار هذه السنين الخمس، وأدعو الله لها بالهداية وأحاول معها بكل ما أوتيت من قوة، وأحيانا تنقلب المحاولات إلى مشاجرات؛ خصوصا أن ملابسها ليست محتشمة. وقد ازداد الأمر سوءا بإدمانها للتدخين! فاجتهدت معها بالنصح ولكن دون جدوى، وكل مشكلة تحدث بيننا تطلب هي على إثرها الطلاق.
وأنا دائما أفكر في مصير هذه الأسرة إن حدث الطلاق، وفي مصير البنت! وزوجتي نفسها يمكن أن يتدهور حالها أكثر من هذا، وأصبر نفسي على ذلك وأقول: لعل الله أن يهديها. أنا لا أدري ماذا أفعل معها! فهل الطلاق هو الحل؟ وإن استمريت وصبرت على هذا الوضع؛ فهل يؤاخذني الله تعالى ويعذبني مع أني أحاول معها باستمرار دون ملل؟
أفيدوني أفادكم الله؛ فأنا أتعذب في ظل هذه الحياة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Wael حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يبلغنا في رضاه الآمال، ويصلح لك الزوجة والأولاد، وبعد:
فإن تركها للصلاة هي الخطيئة الكبرى ولست أدري هل هذا التكاسل في الصلاة منذ زواجكما أم هو أمر طارئ؟ ولا يخفى عليك أن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وقال عن الصلاة أيضا: (من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف).
وهؤلاء هم أئمة الكفر والضلال، وقال سبحانه: (( فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون ))[الماعون:4-5] قال بلال بن سعد بن أبي وقاص -يا أبتاه-! أهم الذين لا يصلون؟ قال: لا يا بني لو تركوها لكفروا! ولكنهم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها.
فاجتهد في نصحها، واجعل غضبك لله، واختر لنصائحك ألفاظها وأوقاتها المناسبة، وابحث عن الأساليب والأشياء التي تؤثر عليها، وبين لها خطورة ترك الصلاة أو التهاون في أدائها مع أهمية الدعاء لها، فإذا استجابت وواظبت على الصلاة فبين لها أن الذي فرض الصلاة هو الذي فرض الحجاب، وهو سبحانه الذي حرم إلحاق الضرر بالنفس وبعث في الناس نبيا يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث.
وقد نهى سبحانه عن قتل النفس فقال (( ولا تقتلوا أنفسكم ))[النساء:29] وقد ثبت علميا أن الدخان سبب لموت مئات الآلاف سنويا، وأن فيه أثرا بالغا على كل من يعيش حول المدخن.
وحق لك أن تفكر في الوضع بعد الطلاق مرات ومرات، وأرجو أن تتبع الخطوات الشرعية في العلاج، قال تعالى: (( فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ))[النساء:34] ثم قال سبحانه مهددا الظالمين المعتدين: (( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا ))[النساء:34] ويمكن بعد ذلك الذهاب بها إلى بيت أهلها من غير طلاق حتى تستطيع أن تتصور العيش بلا زوج، وقد حدد القرآن صفات الرجل المختار وهي أن يكون عالما، عاقلا، أمينا، مخلصا، راغبا في الإصلاح، وحدد المهمة فقال: (( إن يريدا إصلاحا ))[النساء:35] فإن لم تنجح هذه الخطوة وتمادت في تركها للصلاة، وشربها للدخان، وتبرجها وعصيانها لأمرك الذي هو من أمر الله، فإن الطلاق دواء مر لكن قد يكون فيه الشفاء، ولابد أن يكون الطلاق على الصفة الشرعية وبطلقه واحدة تظل بعدها في بيت زوجها حتى تكمل عدتها، فإذا لم تظهر بوادر تحسر وندم ورجوع فإن الله سبحانه يقول: (( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته ))[النساء:130].
وفي الختام ندعوك إلى مزيد من الصبر، وتكرار المحاولات، وتذكيرها بغضب رب الأرض والسموات، وتذكيرها بالعواقب والنتائج.
ونسأل الله أن يلهمها رشدها وأن يردها إلى صوابها.