السؤال
أنا مطلقة ولي 5 أبناء و4 إناث والأصغر صبي، ومن ثم تزوجت بعد الطلاق، وزوجت 3 من البنات والحمد لله، مشاكلي في قدرتي على عدم التواصل مع ابني البالغ من العمر 13 عاما، علما أن أبنائي يعيشون معي وأبوهم دائم السفر، ولا يسأل عنهم، أنا المسئولة الوحيدة عنهم؛ مما يجعلني أشعر بعدم القدرة في بعض الأحيان على التصرف بحكمة وعقل.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسال الله أن يسهل أمرك، وأن يصلح ذريتك، وأن يلهمك رشدك.
فإن تربية الأبناء مهمة جليلة، ودور الأم فيها عظيم، ونسأل الله أن يعينك، وأن يقر عينك بصلاحهم، ولا شك أن دور الأم كبير جدا، ونسأل الله الذي أعانك على تربية إخوته الكبار، أن يعينك على التعامل مع هذا الولد الذي يمر بمرحلة فيها تغيرات، تحتاج إلى فهم وإدراك، وأرجوا أن يعاونك في توجيهه إخوانه الكبار، مع ضرورة أن تشعروه بمكانته.
وأرجو أن تستخدموا معه أسلوب الحوار والإقناع؛ لأنه في هذه السن يبدأ التمرد على ضعف الطفولة، ويحاول أن تكون له شخصية، وهذا من حقه ومن مصلحته، فلا تستخدموا معه أسلوب المتابعة البوليسية، فإنها تدفعه لمزيد من التمرد والعناد والكذب والنفاق، وحاولوا أن تتعاملوا معه بالوضوح، وأشعروه بحرصكم على مصلحته، وامنحوه مقدار الثقة المشوبة بالحذر، وخذوا برأيه -على الأقل- في الأمور التي تخصه، وحاوروه في تصرفاته المعوجة، وحبذا لو كان ذلك عن طريق الحوار.
ولا مانع من أن تقولوا له كل إنسان يحتاج إلى صديق، فما هي علامات الصديق الناجح من وجهة نظرك؟ فإذا ذكر ما عنده شكرناه وأكملنا ما في كلامه من النقص، وقلنا له: وهل هذه الصفات متوفرة في أصدقائك؟ وبهذه الطريقة يكتسب خبرات الحوار، ويعرف حرص الأهل على مصلحته، مع ضرورة الترحيب بأصدقائه، ومحاولة الدخول إلى عالمهم وحياتهم، واحترامه في وجودهم، وإعلان إيجابياته أمامهم.
ولا داعي للانزعاج، واستعيني بواهب النجاح والفلاح، وأكثري من التوجه لمن يجيب من دعاه، واعلمي أن الخير يبدأ من محافظته على الصلاة، ومراقبته لله في السر والعلن.
والصواب أن يتخذ الطفل في هذه السن صديقا، حتى نستطيع أن نعرف الطريقة التي يفكر بها، ونتيح له فرصا للحديث عن آلامه وآماله، وأرجو أن تشجعيه على التواصل مع والده، ولو بالهاتف، إذا كان الوالد سوف يتفهم الوضع ويتذكر مسؤوليته أمام الله.
ونحن في الختام نوصيك بتقوى الله، والحرص على طاعته، فإن من ثمرات الطاعة لله صلاح الذرية، وتذكري أن دعاء الأم أقرب للإجابة، فأكثري من الدعاء، وتجنبي الدعاء عليه، فإن ذلك يفسده.
والله الموفق.