السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة في المرحلة الثانوية، كنت أسأل أسئلة لمساعد أستاذ اللغة العربية، في البداية كانت تصرفاته عادية، ولكن شعرت بعدها بأن تصرفاته أصبحت غريبة؛ فقد أصبح يسألني عن اسمي، ثم طلب مني رقمي بحجة أنه يريد أن يجيبني عن أسئلتي، فما كان مني إلا أن أعطيته رقمي، ولكن أنبني ضميري، ثم فوجئت برقم غريب يتصل بي في الساعة 12 بعد منتصف الليل، فحظرت الرقم.
فهل يكفي ذلك، أم تنصحونني بفعل شيء آخر؟ أنا خائفة لكثرة ما أسمع من القصص، ولم أعد أستطيع التركيز في دراستي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
سعدنا جدا بهذا الحرص على عدم التوسع في إعطاء الأرقام للرجال، حتى ولو كان المدرس؛ فإنه يعتبر أجنبيا لكل فتاة، والأجنبي هو الذي يجوز له أن يتزوج الفتاة، وإذا أردت أن تتواصلي في شأن اللغة العربية؛ فنتمنى أن تجدي من المعلمات المتخصصات في المادة، أو من الطالبات النابهات من تستطيع أن تتعاون معك، وإذا تعذر هذا فليكن سؤالك لأستاذ اللغة العربية أمام الطلاب والطالبات؛ بحيث لا يكون في هذا السؤال انفراد، وإذا شعرت أن هناك ثمت تجاوزات، أو محاولات لتخطي الحدود، فأرجو أن تكوني واضحة، وتنسحبي بمنتهى الهدوء، وبمنتهى الأدب.
وهذا الذي حصل منك من حظر الرقم، وعدم الرد على أي رقم لا تعرفين صاحبه يدل على حرصك، فنسأل الله أن يحفظك، وأن يوفقك.
واعلمي أن الفتاة حتى ولو كانت صغيرة، وحتى لو كان الذي يكلمها كبير أو مدرس؛ فهي التي تحدد طريقة تعامل الآخرين معها، والإسلام أحاط المرأة المسلمة التي عندها حياء وإيمان بعزة ورفعة، قال: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}.
لذلك من المهم أن تلتزمي بالحجاب الساتر، وتجودي شكل حجابك، صعودا إلى النقاب والحجاب الكامل، وأن تحرصي دائما على أن تتجنبي الخلوة بأي رجل، وأن تحرصي دائما على أن تكوني وسط الطالبات، واختاري منهن الصالحات، واجتهدي دائما في أن تفهمي الدرس حتى لا تحتاجي بعد ذلك إلى مساعدات، أو إلى أسئلة، ونسأل الله أن يعينك على الخير.
ولا مانع إذا احتجت أن تسألي الزميلات النابهات، وحتى لو أردت أن تسألي المعلم فيمكن أيضا أن يكون ذلك عن طريق شقيق لك، أو أحد إخوانك، بأن يتواصل مع الأستاذ، ثم يعطيك لتتكلمي معه؛ لأن الرجل في هذه الحالة يشعر أن هذه الفتاة خلفها محارم، وخلفها رجال، وهذه من أحكام الشريعة وأسرارها؛ عندما تجعل الفتاة المحارم هم من يتقدمونها، وهؤلاء المحارم يجبرون الآخرين على احترامها، ويدركون بأن الوصول إليها لا يمكن أن يكون، إلا عبر المجيء إلى البيوت من أبوابها.
مرة أخرى: نشكر لك هذا الحرص، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يوفقك، وأن يسدد خطاك.