عند أخذ حقنة وريدية تنتابني أعراض غير طبيعية، فما السبب؟

0 6

السؤال

السلام عليكم.

منذ 4 سنوات بدأت أحس بضيق في التنفس والذي استمر معي طويلا، ولكن منذ سنة تحسنت كثيرا، ومنذ ذلك الحين اكتشفت أني حينما آخذ حقنة وريدية (باراسيتامول) وأثناء انتظار انتهائها -لأنها تأخذ وقتا- أحس كأني محتجز أو مسجون.

الأعراض بالترتيب هي كالتالي: حرارة، ودوخة، وتسارع ضربات القلب، وارتباك قوي، وضيق تنفس، وخروج عن حالي الطبيعي، -سب وشتم- وقد يصل الأمر إلى التدخل باليد لإزالة الإبرة، أو تكسير الأشياء، إضافة إلى التفكير في أنها النهاية، وبأني مسجون بين يدي من ليست لديه خبرة طبية.

ليس لدي خوف من الإبرة أو الألم، بالعكس، ولكن الأمر في انتظار الحقنة الوريدية أن تنتهي، وأصبحت لا أطيق دخول المستشفى.

الآن صرت أفكر إذا تعرضت لحادث ودخلت المستشفى كيف سأصبر على هذه الأعراض؟ خاصة وأن الأمر في تطور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حالتك هذه من ناحية التشخيص أعتقد أنها أقرب إلى حالة قلق ومخاوف من الدرجة البسيطة، وطبعا الضيق في التنفس -أيها الفاضل الكريم- إذا لم يكن له سبب عضوي فغالبا هو ناتج عن القلق والتوتر النفسي.

من الواضح أن لديك شيئا من النفور والتخوف من الإبر الوريدية وهذا نشاهده كثيرا، ليس بأمر مستغرب، وأنت تعبر عن هذه المخاوف كما تفضلت بأعراض هي غريبة بعض الشيء، فشعورك بأن هناك صعود حرارة، ودوخة، وتسارع ضربات القلب، وارتباكا قويا؛ هذا قمة القلق النفسي، والذي يصل إلى مرحلة ما يمكن أن نسميه حالة من حالات الهرع الشديد.

نعم، تحدث تغيرات فسيولوجية وجسدية في هذه اللحظات؛ لأنه أيضا لديك نوع من قلق التوقع التشاؤمي حول المستشفيات والمواقف الطبية، وهذا نوع من المخاوف، أنا أعتقد أن هذا هو التفسير العلمي لحالتك، وأنا أقول لك: يجب أن تحقر هذه الأفكار تماما، المستشفيات نحتاج لها، وهي نعمة من نعم الله تعالى -يا أخي الكريم-.

أنصحك بأن تكثر من زيارة المرضى في المستشفيات، ستجد -إن شاء الله- تحسنا كبيرا في حالتك هذه؛ لأنك ستكسر جدار الخوف والوسوسة حول المستشفيات، وأنت لست بجبان أبدا -حاشاك-، وليس هنالك قلة في إيمانك، لكن هذا نوع من القلق والمخاوف المكتسبة، ربما تكون حصلت خلال تجارب سلبية في أثناء الصغر من أمراض أصبت بها، أو زيارة للمستشفيات، أو سماع شيء عن المستشفيات، هذا النوع من السلوكيات هو مكتسب ومتعلم وليس وراثيا.

إذا: الحرص على التعريض أو التعرض مهم، والحرص على زيارة المستشفيات أمر مهم، وأريدك أيضا أن يكون لك ترتيب دوري لأن تقابل طبيبك؛ طبيب الأسرة، أو طبيب الباطنية مثلا، أو إذا كان لديكم طبيب في الشركة، في كل ثلاثة أشهر مثلا تقابل طبيبك وتجري الفحوصات الروتينية، هذا أيضا -إن شاء الله- يجعل شيئا من الألفة والتواؤم بينك وبين هذه المؤسسات الصحية المهمة.

أيها الفاضل الكريم: أريدك أن تتدرب على تمارين تسمى تمارين الاسترخاء، هذه التمارين مهمة جدا ومفيدة جدا في مثل حالتك هذه، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، تمارين الشهيق بقوة وبطء، ثم مسك الهواء في الصدر، ثم بعد ذلك إخراج الهواء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير، ويكون أيضا بقوة وشدة، توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.

أيها الفاضل الكريم: طبعا ممارسة الرياضة مهم جدا، ويطور من الصحة النفسية، واجتهادك في أن تقوم بواجباتك الاجتماعية هذا أيضا يطور صحتك النفسية، ويزيل هذه التوترات والمخاوف الكامنة، أن تشارك الناس في أفراحهم وفي أتراحهم، أن تصل رحمك، أن تتفقد الجيران، ومن الأشياء الضرورية ممارسة الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية، وكذلك الصلاة يجب أن تكون على وقتها مع الجماعة.

أيها الفاضل الكريم: حتى نقضي تماما على هذه الظاهرة سأصف لك أحد الأدوية البسيطة جدا والمفيدة جدا، والجرعة -إن شاء الله- صغيرة، ومدة العلاج بسيطة، وهي ثلاثة أشهر، من أفضل الأدوية عقار يسمى استالبرام هذا اسمه العلمي ويسمى تجاريا سيبرالكس؛ توجد حبة قوتها 10 مليجرام، يمكن أن تبدأ بتناول نصفها أي 5 مليجرام يوميا لمدة 10 أيام، وهذه جرعة البداية، بعد ذلك اجعل الجرعة 10 مليجرامات يوميا لمدة شهرين، ثم اجعلها 5 مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم 5 مليجرام يوما بعد يوم مدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

أشكرك -أخي الكريم- كثيرا على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات