السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور: لدي شعور داخلي باليأس أو الإحباط أو عدم الرغبة بأي شيء، وأنا سريع الغضب، واستخدمت لوسترال واستفدت منه، وأصبحت هادئا جدا، ولكن ما زال لدي شعور داخلي قوي باليأس أو الإحباط أو عدم الرغبة، شعور مستمر وقوي جدا.
سؤالي: في حال أني أضفت فالدوكسان 25 مع الوسترال 50، هل الزيادة تؤدي إلى زيادة الدافعية والرغبة والنشاط والهدوء وتقلل الاكتئاب؟
مع الشكر لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في إسلام ويب..
أخي: قطعا لسترال أو ما يعرف بسيرترالين هو من الأدوية الممتازة جدا لعلاج القلق والتوترات والوساوس والمخاوف، كما أنه محسن للمزاج، ومزيل للاكتئاب النفسي -إن شاء الله تعالى-، طبعا الدواء مهما كان فعالا لا يمكن أن يغير مشاعر الإنسان بالكامل، لا، الله تعالى أعطانا الإرادة، وأعطانا الدافعية التي من خلالها يمكن أن نحسن مشاعرنا.
والإنسان من الناحية السلوكية هو عبارة عن مثلث، ضلعه الأول هو الأفكار، وضلعه الثاني هو المشاعر، وضلعه الثالث هو الأفعال، وحين تكون أفكارنا سلبية يجب أن نحولها إلى أفكار إيجابية، وكذلك مشاعرنا، نحرص على ذلك، وإذا فشلنا في ذلك نجتهد بأن يكون ضلع الأفعال فعالا، لا تتخلف عن واجب أبدا، نظم وقتك، وأحسن إدارته، قم بممارسة الرياضة، بهذه الكيفية تتغير الأفكار، وتتغير المشاعر...؛ وجد علماء السلوك أن هذا هو النموذج الأفضل لتغيير المزاج وعلاج الاكتئاب.
وأنا أنصحك -يا أخي- دائما أن تحرص على الشعور بقيمتك الذاتية، أنا متأكد أنك إنسان مفيد لنفسك ولغيرك، ويجب أن لا تقلل من قيمتك الذاتية، لكن طبعا أيضا لا نضخم ذواتنا، إنما نتواضع، الرياضة وجد أنها مفيدة لعلاج الاكتئاب والإحباط، وكذلك الصوم المتقطع كثير من الأطباء النفسيين غير المسلمين وجدوا أن الصيام المتقطع هو من أفضل العلاجات التي تعالج الاكتئاب وتحسن المزاج، فأرجو -يا أخي الكريم- أن تجعل لنفسك نصيبا من هذا.
إذا الرياضة، الصيام، التفكير الإيجابي، وحسن إدارة الوقت، وعدم التخلف عن الواجبات الاجتماعية، والسعي دائما لتطوير الذات، والصلاة على وقتها، لا شك أنها من المحفزات الأساسية لتحسين المزاج وعلاج الاكتئاب، فأرجو أن تحرص في ذلك كثيرا
الآن أحدثك عن الدواء: الخطوة الأولى أعتقد أنه من الأفضل أن تجعل جرعة لسترال حبتين أي 100 ملجم؛ لأن اللسترال حقيقة دواء فاعل وجرعة الـ 50 ملجم نعتبرها جرعة البداية، الجرعة المضادة للاكتئاب هي 100 ملجم إلى 200 ملجم، لكن لا أعتقد أنك سوف تحتاج إلى 200 ملجم، انتقل لجرعة 100 ملجم، وأعط البناء الكيمائي فرصة ليتم، -وإن شاء الله تعالى- يصل الدواء إلى الحيز العلاجي الحقيقي، وهنا -إن شاء الله- تجني فائدته.
ووجد -يا أخي- في كل البحوث الحديثة أن فعالية الدواء أيضا تزيد حين نكون فعالين من الناحية السلوكية التي أشرت إليها سلفا، وجد أن الرياضة تحسن كثيرا من فعالية الدواء، وهذا ليس بالمستغرب؛ لأن النفس والجسد لا ينفصلان، وعليك بالأذكار والدعاء، سل الله تعالى واستعذ به من العجز والكسل؛ ففقدان الدافعية وعدم الرغبة مؤشر إلى وجود الكسل -نعم- ومن الأدعية المهمة في ذلك: (اللهم إني أعوذ بك من الهم، والحزن، والعجز، والكسل..) هذه الأدعية لا بد أن نحرص عليها.
وسيكون من الجميل جدا أن يكون الإنسان حافظا لأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأذكار اليقظة، وكلها بسيطة جدا لا تستغرق وقتا أبدا، والإنسان لا بد أن يتدبرها حين يقرأها، فإذا هذا بالنسبة للدواء.
الفالدوكسان دواء رائع جدا، وأيضا يحسن حقيقة من الدافعية كما قيل وذكر، ولكن يجب أن لا نعتمد على الدواء، أنا لا أعتقد أن الدواء يمكن أن يقوم بأي فعالية حقيقية إلا إذا استصحبناه بالعزيمة على التحسن، على النية نحو التحسن، والنية في كل شيء هي العزم والقصد، أن نعزم ونقصد حتى في الصلاة، حتى في تدبير أمور الحياة، لا تستعجل لتناول الفالدوكسان، استمر على لسترال بجرعة 100 ملجم، وأعط نفسك فرصة -ستة أسابيع-، إذا لم تحس بتحسن حقيقي -بشرط أنك تكون ملتزما بالإرشادات السلوكية- في هذه الحالة يمكن إضافة الفالدوكسان، لكن لا تزيد الجرعة عن 25 ملجم، ويجب أن تتأكد من وظائف الكبد قبل بداية الفالدوكسان؛ لأنه في نسبة قليلة جدا وجد أن الفالدوكسان يمكن أن يرفع إنزيمات الكبد، ويجب أيضا أن تقاس إذا وجدت وظائف الكبد طبيعية، فيمكن أن تبدأ في تناوله بالشروط التي ذكرناها، وبعد أسبوعين من بداية تناول الدواء يجب أن تقيس أيضا وظائف الكبد، وبعد ستة أسابيع من تناول الدواء يجب أن تقيس أيضا وظائف الكبد، وإن وجدت مرتفعة طبعا يجب أن تتوقف عن الدواء، هذا هو البروتوكول العلمي المتعلق بتناول الفالدوكسان.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.