أحببت فتاة وأريدها بالحلال، فهل تنصحونني بالتواصل معها؟

0 18

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولا أريد شكركم على هذا الموقع الذي يشعرني كشاب بالأمان من الناحية الدينية، وبارك الله فيكم.

ما زلت طالبا في كلية الهندسة، وعمري 20 سنة، والباقي لي من سنوات الدراسة سنتان -إن شاء الله-، وأنا لا أختلط كثيرا مع النساء؛ لأني لا أريد الانشغال عن أهدافي، وأعلم عدم مقدرتي على الزواج حاليا من الناحية المادية، ومنذ شهرين لفتت انتباهي فتاة -تبارك الله- على دين وخلق لا تجده كثيرا في هذا الزمن، وأحس أنها تناسبني من حيث التفكير، ولم أتحدث إليها كثيرا، حديثنا فقط في حدود الدراسة.

بحثت عن أهلها فوجدت أن والدها ووالدتها طيبان، وأحسبهما على خير، لا أريد أن أضيع هذه الفرصة، فأنا فعلا أحس بالإعجاب تجاهها، وأدعو الله في كل صلاة منذ أن عرفتها أن أتزوجها بالحلال، فكرت أن أكلم والدها وأشرح له ظروفي، وأني ما زلت طالبا، ولكني خائف من رفضها بعد التعارف؛ لأن هذا الأسلوب يعتبر قديما في زمننا اليوم.

حتى لا أطيل عليكم: أريد فقط أن أعرف كيف أصل إليها بدون معصية الله؛ لأني قرأت فتوى لكم بأن اعتراضي لطريقها بعمد يجعلني مذنبا.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ونبادلك الثناء بالدعاء، ونسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير، وييسر لك كل أمر عسير، ويعفك بالحلال عن الحرام.

كما نشكر لك أيضا اهتمامك بدراستك وحرصك على ما ينفعك، وهذا من توفيق الله تعالى لك، وعلامة على رجاحة في عقلك وحسن في إسلامك، فإن الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- يوصينا بالحرص على النافع، فقال: (وفي كل خير ‌احرص ‌على ‌ما ‌ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز).

وانصرافك عن التعلق بالفتيات أو التعرف إليهن، والتفكير بالزواج أمر في غاية النفع والفائدة لك في هذه المرحلة العمرية، التي أنت فيها، والنفس إذا يئست من الشيء وانشغلت عنه يسهل عليها نسيانه وتركه، ولهذا نصيحتنا لك ألا تعلق قلبك بهذه الفتاة، وأن تحاول صرف نفسك عنها وعن التفكير فيها، فهذا أنفع لك، وكما وجدتها بالصفات الطيبة؛ فإنك في الوقت الذي ستقرر فيه الزواج ستجد غيرها أيضا ممن تتصف بهذه الصفات، وربما أحسن، وتكون بذلك أرحت نفسك من التعلق الذي لا يجر إليك إلا آلاما وأوجاعا في القلب، وربما تستطيع أن تصل إليها، وربما لا تستطيع، وكما قال الشاعر:
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا ... لقلبك يوما أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر

وربما يصل الإنسان إلى مراحل من العشق تكدر عليه الحياة ويتألم كثيرا، فإن العشق مرض من الأمراض، نسأل الله لنا ولك العافية.

لهذا نحن ننصحك نصيحة من يحبك ويتمنى لك الخير؛ أن تقطع هذا التعلق في أول مراحله وأول طريقه، وأن تحاول نسيان هذه الفتاة، وتنشغل بدراستك وما ينفعك، وأن تقطع كل أسباب التواصل معها، فهذا خير لك في عاجل الأمر وآجله.

أما إذا كنت مصرا على أن تحاول أن تكون هي زوجتك في المستقبل؛ فينبغي أن تأتي الأمور من أبوابها وطرقها الصحيحة، فعليك أن تخبر أهل هذه الفتاة، وتخبر أهلك بهذه الرغبة، وأن تعرض عليهم أحوالك، فإن وافقوك على طلبك مع التأخير إلى زمن الإمكان؛ فهذا شيء حسن، وإن ردوك تكون قد أقنعت نفسك بعدم جدوى التعلق بهذه الفتاة.

أما التواصل مع هذه الفتاة فإنه طريق محفوف بالمخاطر، فإن الشيطان يحاول أن يزين للإنسان بعض الحلال ليصل به إلى ما لا تحمد عاقبته من الحرام، والله تعالى حذرنا من خطوات الشيطان حين قال: {يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}، فسيفتح لك الطريق، والأمر على أنه كلام بريء وفي حدود المصلحة والمنفعة، ولكن لا يأمن الإنسان أن يجره الشيطان إلى ما وراء ذلك، فنصيحتنا لك أن تقطع التواصل معها تماما، وأن تقتصر على ما بيناه لك من السبب الذي تصل به إلى تحقيق مقصودك.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

مواد ذات صلة

الاستشارات