السؤال
أنا أعمل مهندسا زراعيا، ومنذ أكثر من 16 عاما هداني الله إلى الالتزام، وتمنيت الجهاد في سبيل الله، ووفقني الله للقراءة على حالات السحر والجن، ومنذ ذلك الحين وأنا ـ ولله الحمد والمنة ـ على هذا الدرب، وبفضل الله أسلم على يدي أكثر من مائتين من الجن، وأنا أستعين في قراءتي بالله وحده لا أشرك به شيئا، ولو مثقال ذرة، حتى أنني لا أضرب بأي عصى ولا أتخذ أي نوع من الروائح، فالطريقة التي ألزم بها المريض هي:
أولا ـ أدرسه العقيدة وأعلمه أنه لا يشفيه من مرضه هذا إلا الله تعالى.
ثانيا ـ يحافظ على الصلاة في مواعيدها.
ثالثا ـ يسمع سورة البقرة كل يوم مرة.
رابعا ـ يغتسل بالماء المرقي، وأعرفه أن يعتقد أن هذا الماء ليس لأنه قرأ فيه الشيخ أو أنه ماء معين، ولكن الفائدة في القرآن الموجود في الماء، فإن فعل ذلك قرأت عليه، وإن لم يفعل لا أقرأ عليه.
أنا ولله الحمد لا آخذ أجرا على هذا، المهم عندما قرأت بعض الكتب وجدتها تختلف كثيرا عما أنا فيه.
مثال لما وجدت من بعض الكتب لعلاج المسحور: أنك تأتي بسبع ورقات من ورق السدر وتدقه بين حجرين وتقرأ عليه بعض آيات من القرآن.
فإنني أرى أن هذا شرك؛ لأن القرآن وحده يكفي، فأنا لا أريد أن أعدل على أحد، ولكنني أريد أن أوصل هذا العلم الذي حصلت عليه إلى العالم وحتى لا أكون وحدي فيما أنا فيه.
وجزاكم الله خيرا على حسن قراءتكم لرسالتي، وأريد مساحة أكبر حتى أتناقش في بعض هذه الأمور، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجدي محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المسلم إذا استطاع أن ينفع إخوانه فلا يبخل عليهم، ونسأل الله لنا ولك السداد والثبات، وقد أسعدني عدم حرصك على الماديات، وتركيزك على ترسيخ العقيدة عند طالبي العلاج، ومرحبا بك في موقعك بين آبائك والإخوان.
ولا شك أن الالتزام بالصلاة والتلاوة والأذكار وكمال التوحيد للقهار، هي أهم أسباب الوقاية من كيد السحرة والأشرار، وهي خير ما يعين على الشفاء لمن أصيب بالأمراض والأضرار، مع ضرورة إظهار الرضا بالقسمة والأقدار، والتوكل على الواحد القهار.
وليت كل متصد لعلاج الناس يتقي الله فيهم وينصح لهم، ويبصرهم بعالم الطريق الذي يرضي الله، فإن المريض في لحظات الضعف أهل لقبول الخير والاستجابة لداعي الحق.
وإذا كانت الرقية بالقرآن وصحيح الأذكار وباللغة العربية، وكان الراقي ممن ظاهره الصلاح، ويقر المريض بأن الشفاء من الكريم الفتاح، ولم يعول الجميع على الأسباب، وإنما توكلوا على الكريم الوهاب، ولم يتخذ الراقي لنفسه مكانا مظلما أو ثيابا متسخة وألوانا صارخة، ولم يخل بالنساء، فنرجو أن ينفع الله به.
وأرجو أن يعلم الجميع أنه ليس للعلاج طريقة معينة متفق عليها؛ لأن جزءا من العلاج يقوم على تجارب شخصية، كما قال الإمام القرطبي رحمه الله، فإن التزم الناس بالضوابط العامة وراعوا العقيدة الصحيحة، فلن يضر الاختلاف في الكيفيات، كما أن استخدام السدر وارد عند كثير من السلف، وله بعض الخواص النافعة في العلاج، ولا يعني ذلك أنه لا علاج إلا به، وقد أعجبني ما أشرت إليه من خطأ من يعول على غير الله في العلاج، وهذا جانب دقيق ينبغي أن ينتبه له، ولا شك أن القرآن نافع وشفاء، ولكن الأفضل أن تكون الآيات مناسبة، فللسحر آيات، وللحسد كذلك آياته، وهكذا، ولوا أن الإنسان رقى نفسه وكان موقنا، نفعه ذلك بحول الله وقوته.
ونحن نتمنى أن ينشط أصحاب العقيدة السليمة في العلاج، وأن يذكرو ما يجلب الأنظار، فإن للشيطان مداخل، وما أكثر الذين كانت بدايتهم صحيحة ثم بدأ الانحراف يتسلل إلى مناهجهم، وغرهم التفاف الناس حولهم، فربما جمع الجموع يقرأ عليهم فيعلو الخنين والطنين والصراخ، ويختلط بين أيديهم الحابل بالنابل، فيمدح نفسه ويفاخر بطرائقه ويتكبر على غيره فيحدث الخلل.
والله الموفق.