السؤال
السلام عليكم
بمجرد مغادرة بيتي أحس أنني في سجن، في بعض الأحيان أفضل الموت على أن أحس بهذا الإحساس؛ حيث يمكنني أن أشتغل بالقرب من بيتي، لكن الأجر زهيد بمقدار الثلث، ولا أريد أن يتغير مستوى عيش عائلتي، فما هو الحل؟
جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم
بمجرد مغادرة بيتي أحس أنني في سجن، في بعض الأحيان أفضل الموت على أن أحس بهذا الإحساس؛ حيث يمكنني أن أشتغل بالقرب من بيتي، لكن الأجر زهيد بمقدار الثلث، ولا أريد أن يتغير مستوى عيش عائلتي، فما هو الحل؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك - أخي الفاضل - عبر موقع إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المختصر.
أخي الفاضل: نعم هناك حالة معروفة تسمى (رهاب الساح)، أو (اجروفوبيا Agoraphobia)؛ حيث يشعر الإنسان بالخوف والتوتر والقلق عندما يغادر البيت، ويذهب في أماكن متسعة أو ضيقة مغلقة، أو حتى مجرد الخروج من البيت يجد نفسه متوترا، فما هي إلا لحظات حتى ويعود أدراجه إلى البيت مفضلا البقاء في البيت، بالرغم من أن الابتعاد عنه قد يفتح له مجالات أوسع للعمل وللنشاط.
أخي الفاضل: هذه حالة معروفة، وككل أنواع الرهاب هي حالة مكتسبة متعلمة، أنت لم تذكر لنا الكثير لكي نحدد أسباب إصابتك بهذا، إلا أن التجنب والبقاء في البيت وعدم الخروج - الذي قد يصل إلى مرحلة تسمى الاحتباس المنزلي - كل هذا التجنب وعدم الخروج لا يحل ويعالج الرهاب، وإنما يزيده تعقيدا، وتصبح مشكلة مزمنة، عكس التجنب.
أخي الفاضل الحل هو الإقدام والمواجهة؛ لذلك أدعوك باتباع خطوات العلاج السلوكي، والذي مبدأه أن تواجه ما تخافه، وبالتدريج تعتاد عليه، حتى يصبح قليل التأثير فيك.
فإذا افتح الباب واخرج من المنزل، واذهب حيث شئت، وربما في البداية إلى مسافات قريبة، ثم زد المسافة رويدا رويدا، حتى تتمكن من أن تصل إلى أي مكان في المدينة دون توتر وقلق.
أخي الفاضل: متوقع في البداية أن تشعر ببعض الخوف والتوتر مما يدفعك للعودة مجددا إلى البيت، ولكن أرجو أن تقاوم هذه الرغبة وتمضي في طريقك، وسيأتي وقت لا شك عندي - بإذن الله عز وجل - أنك ستضحك من نفسك وتتذكر عندما كنت لا تستطيع الخروج من البيت والابتعاد عنه.
أخي الفاضل: أنت لست أول مصاب بهذا، ولست الأخير، ومعظم الذين يصابون بهذا يتمكنون من العلاج والخروج؛ مما هو مفيد بمنتهى النجاح والتوفيق.
لا أشعر - أخي الفاضل - أنك في هذه المرحلة في حاجة إلى العلاج الدوائي، ولكن إن عجزت عن كل هذا الذي ذكرته لك فليس هناك ما يمنع من أن تستشير طبيبا نفسيا ليصف لك أحد الأدوية، وربما بعض البرامج السلوكية، لتتخلص من هذا الرهاب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.