السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ فترة طويلة لم أعد أشعر أني نفسي، وأني البنت التي تربت عند والديها على الإسلام، لا أصلي بسبب الكسل وقلة الإيمان -أعوذ بالله من شر نفسي-، وفي هذه الفترة أشعر بالخوف الشديد، والقهر الشديد، والكسل الشديد، ولا أستطيع النوم ليلا بسبب خوفي، وأستيقظ فجأة عدة مرات في الليل، وفي قلبي خوف شديد، وأشعر أحيانا أن ملك الموت يراقبني، وأنه ميؤوس مني، وأن الله أذن بموتي الآن على الكفر، فأجد نفسي تقول: رب اغفر لي وأطل عمري قليلا فأتوب غدا، ولا أفعل!
أشعر أن البركة غادرت حياتي، أضيع وقتي ولا أستطيع حتى الدراسة للجامعة، ولا يروق لي فعل أي شيء مهما كان، أراقب الساعات وهي تمضي وأنا أعصي الله فقط، أسألكم بالله كيف أواظب على صلاتي؟ وكيف أتوب لله وأخلص له التوبة؟ علما أني أحب الله ورسوله حبا جما، لكن أهلوس دائما، كيف أقول إني أحب الله ورسوله وأنا لا أصلي؟! أنا منافقة ولا تجوز علي رحمة ربي، وعلي سخط وعذاب شديد.
أرجو أن تساعدوني، فقلبي يكاد ينفجر من الخوف، وأنا في ظلمات شديدة، وأحب ديني كثيرا، وكل هذه الفترة لم أتوقف عن معرفة المزيد عن الإسلام وعن الصحابة وسيرة الرسول الكريم.
أعوذ بالله من شر نفسي، وأرجو أني لم أطل في كلامي، وأتمنى لي وللمسلمين جميعا الثبات، وأن يردنا الله له ردا جميلا.
بارك الله فيكم، في أمان الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب..
نسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل شر ومكروه، في استشارتك العديد من النقاط المهمة التي تحتاج إلى إلقاء الضوء عليها وتبيين ما ينبغي أن تفعليه بشأنها، وأهم هذه المسائل التي تم عرضها في سؤالك: التكاسل عن الصلاة، وهذا هو السبب وراء كل ما تعانينه وتشعرين به من الضيق والخوف، وغير ذلك من الأحوال التي تعيشينها.
ونحن نحب أولا أن نطمئنك فنقول: إن هذا القلق وشدة الخوف والحزن الشديد، والخوف الكثير، كل هذا علامة على وجود الإيمان في قلبك، فإنه لولا وجود هذا الإيمان لما كنت تعيشين كل هذا الانزعاج، فنحب أولا أن نطمئنك على إسلامك وإيمانك، وهذا ليس كلاما إنشائيا نريد به فقط إدخال السرور على قلبك دون مستند شرعي.
فقد جاء بعض الصحابة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يشكون إليه شيئا من الوسوسة يجدونه في صدورهم، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (ذاك صريح الإيمان)، وفي رواية أخرى: (الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة) يعني أن الشيطان لم يستطع أن يصرف الواحد منهم عن طريق الله تعالى، وأن يخرجه عن إسلامه، فرجع إلى الحيل الشيطانية فيحاول أن يقذف في القلب أنواعا من الشكوك والشبهات ليزعزع هذا الإيمان.
فإذا وجد الإنسان نفسه قلقا خائفا من هذه الوساوس، محبا لإسلامه ودينه، فإن هذا علامة -إن شاء الله- على أن هذا القلب لا يزال معمورا بالخير، ولكن هناك أعمال من الإيمان، أعمال ظاهرة يجب عليك أن تجاهدي نفسك للقيام بها، وهذا هو محل الابتلاء والاختبار، فالصلاة من أعظم بل هي أعظم الفرائض العملية التي فرضها الله تعالى على عباده، وهي سبب جالب لكل خير، فهي سبب الطمأنينة، والسعادة، لأنها تطهر الإنسان من ذنوبه، وتجلب له الأرزاق، وتعمر قلبه بذكر الله، وإذا حصلت هذه الأمور حصلت السكينة والطمأنينة.
وهي صلة بين الإنسان وبين الله تعالى، فهو في صلاته يخاطب ربه، ويناجي ربه، ويتكلم مع ربه، ويدعوه، والمطلوب منك أن تتذكري فضائل هذه الصلاة وأجرها، وثمارها في حياتك الدنيوية وفي حياتك الأخروية، وننصحك بقراءة كتاب صغير موجود على شبكة الإنترنت اسمه لماذا نصلي؟ كاتبه/ محمد بن إسماعيل المقدم.
وفي هذا الكتيب الصغير الكثير من المحفزات التي تحفزك على القيام بالصلاة، كما ننصحك أيضا بضرورة التواصل والتعرف على النساء والفتيات الطيبات، فإنهن خير من يعينك على القيام بفرائض الإسلام، ويعين بعضكن بعضا ويذكر بعضكن بعضا، كما ننصحك أيضا بصدق التوجه إلى الله تعالى في أن يقيك شر نفسك، وأن يلهمك الرشد والصواب.
فإذا أخذت بهذه الأمور فستجدين أن حياتك -بإذن الله تعالى- تتغير وتتحسن وستتغير شيئا فشيئا وقليلا قليلا، وستعيشين -بإذن الله تعالى- حياة هادئة مطمئنة، أكثري من ذكر الله، وأكثري من الاستعاذة بالله تعالى من الشيطان الرجيم حينما تداهمك وساوس وأفكار سيئة، واصرفي نفسك تماما عن الانشغال بالوساوس أو التفكر فيها، والبحث عن إجابات لأسئلتها، واصرفي عنايتك وهمتك ووقتك نحو الشيء النافع الذي يفيدك في دين أو دنيا.
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).
نسأل الله تعالى لك التوفيق والإعانة.