السؤال
لا أدري لماذا كلما جاء موضوع الزواج، وهناك من يتقدم لي، عندما ندخل في الجد أشعر برهبة شديدة مجهولة السبب، بالرغم من أن لدي انجذابا للجنس الآخر، ولكنني أخاف جدا كلما فكرت في أنني قد أترك أهلي مع أنني في الأيام العادية أتشاجر معهم، وأقول متى أتركهم؟ وكذلك عندما أفكر في العلاقة الحميمة أخاف، مع أن لدي شهوة، لا أدري ماذا أفعل؟ وأعوذ بالله أن يكون هذا كفرانا بالنعمة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال المحدد والمختصر.
أختي الفاضلة: نعم إن ما تعانين منه ليس كفرا بالنعمة، بل هو اضطراب نفسي معروف باسم (رهاب الزواج)، أو ما يسمى (جاموفوبيا Gamophobia) (Gamo) بمعنى الزواج، والـ (phobia) بمعنى الرهاب (رهاب الزواج)، وهو يصيب الإناث أكثر من الذكور، وقد يترافق أحيانا بالنوع الثاني من الرهاب، وهو (رهاب الممارسة الجنسية)، أو (رهاب الجماع/ Coitophobia)، وقد نجد عند الفتاة أحد هذين الرهابين، أو كليهما معا.
أختي الفاضلة: هذا الرهاب - ككل أنواع الرهاب الأخرى - هي أمور مكتسبة بسبب ظروف وأحداث مر بها الإنسان أو مواقف شهدها، أو سمع عنها، كونت عنده هالة من الخوف والرعب من هذا الأمر، والذي هو في حالتك الزواج أو الممارسة الجنسية داخل العلاقة الزوجية.
أختي الفاضلة: طالما أن هذا أمر مكتسب متعلم؛ فإننا نستطيع أن نزيل هذا التعلم، ونتعلم بدلا عنه أمرا إيجابيا؛ بحيث أنك تقبلين على الزواج الذي هو سنة الله عز وجل، كما يقول الحبيب المصطفى (ﷺ): يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج.
أختي الفاضلة: هذا ليس كفرانا بالنعمة، وإنما هي مشكلة نفسية تحتاج إلى العلاج، فكيف يكون العلاج؟
ليس بالضرورة أن يتم العلاج عبر العيادة النفسية، وإنما أن تدربي نفسك شيئا فشيئا على عدم الخوف من هذا المجهول، وإنما الإقدام عليه عندما يتقدم لك صاحب النصيب، وترضين عن دينه وخلقه، فعندها أقدمي على هذا الزواج، والله عز وجل ميسر لك هذا الأمر.
ولكن إن عجزت عن القيام بهذا من نفسك ودون علاج متخصص؛ فلا ضرر من أن تستشيري طبيبة نفسية، تصف لك الحالة، وتأخذ منك بعض الجوانب الأخرى التي لم تذكريها لنا عن حياتك وتجربتك في الطفولة - أعني التربية داخل البيت - والأفكار الموجودة عندك، ويمكن للطبيبة النفسية أن تعالج هذه الحالة، سواء بالعلاج الدوائي، أو العلاج المعرفي النفسي، أو العلاج السلوكي، أو مجموعة من هذه العلاجات التي عادة تؤتي ثمارها بشكل جيد.
أطمئنك - أختي الفاضلة - على أن العلاج من رهاب الزواج ناجح جدا، وخاصة عند وجود الحماس والدافعية، كما هو واضح عندك، بأنك تخشين أن تكفري بالنعمة، وهذا دافع قوي بأن تطلبي العلاج.
أدعو الله تعالى أن يشرح صدرك، وييسر أمرك، ويكتب لك تمام الصحة والعافية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.